الكعبة قيام للناس

        بسم الله الرحمن الرحيم

موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:

بتاريخ 3 ذو الحجة 1446هـ الموافق له 30 ايار 2025م

الكعبة قيام للناس

(جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ …(97)) (المائدة)، لقد انتشر الاسلام من خلال الكعبة المشرفة، ذلك ان يهود يثرب (المدينة المنورة)  كانوا يهددون الاوس والخزرج، كلما تعرضوا لظلم او حصل بينهم خلاف، يقولون لهم: لقد آن آوان ظهور نبي، سنتبعه وننتصر عليكم، لقد كان اليهود يعرفون رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل بعثته بكامل صفاته وصفات المدينة المنورة، بل وصفات اصحابه الكرام ، كما هو واضح في عديد من الآيات الكريمة، هذه الكلمات حفرت في عقل الاوس والخزرج، ثم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو لنفسه، فقالوا لانفسهم لعل هذا هو النبي الذي تهددكم به بنو اسرائيل، فلا يسبقونكم اليه، فكان تهديد اليهود سبباً في دخولهم الاسلام، ثم هاجر اليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبدأ عصر جديد للاسلام.

اليوم: ان الكعبة والحج لا يؤديان دورهما الحضاري، فلا يسمح للمجاهدين في فلسطين، ولا للحجاج جميعاً، ان يرفعوا علم فلسطين، او ان يهتفوا لها، او ان يخطبوا في الحجاج، كما ان خطيب الحرم لا يذكر فلسطين ولا غزة ولا المجازر، الا بالحد الادنى الذي لا يشفى الغليل ولا يؤدي الغرض… ومع  ذلك نحن لسنا مع من يقول انه ينبغي ان يمتنع الناس عن الحج لان اموال الحج تذهب للاميركي الذي يعطيها بدوره للصهيوني ليقتلنا بها.

نقول لقد اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في العام السابع، والمشركون في مكة، والاصنام في صحنها، كما ان احداً ممن خاضوا صراعات دامية، لم يتجرأ ان يمنع اعداءه، او اخصامه من الحج.

وفي الحج علينا ان نؤكد على امور:

اولا: الكعبة بناها آدم عليه السلام، وجدد بناءها ابراهيم عليه السلام، والحج مستمر خلال التاريخ، وجاء الاسلام ليجدد الحج وليؤكد عليه، ولم يبتدع شيئا جديدا.

ثانيا: ينبغي ان يتحول الحج الى مؤتمر عالمي للمسلمين، تُبحث فيه القضايا الكبرى، وعلى رأسها فلسطين والخطر الصهيوني.

ثالثا: يتساوى في الحج من هو من أهل مكة او المدينة، ومن يأتي من أصقاع الارض ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ ۚ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (25)) (الحج).

رابعا: طالما ان المسلمين مختلفون في انتماءاتهم السياسية ومخططاهم، فان تجنيب الحج المواقف السياسية يصبح أجدى.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

توضيح ضروري:

حصل ضجيج كبير حول موقفنا الذي ذكرناه الاسبوع الماضي، حول ما يمثل محمود عباس:

  • واقول لا بأس بذكر الفاظ نابية، في اوقات حرجة وقضايا ملحة (لَّا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ ۚ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا (148)) (النساء).

على ألا يتحول ذلك الى امر يومي يتكرر، فان المسلم ليس (بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء)، اي من يكرر ذلك ويصبح عادة عنده، فذلك يصبح امراً مشيناً.

  • كما انني اؤكد لبعض المعلقين، انني لم اتلق في حياتي كلها توجيها من احد، كبر ام صغر، وكل ما اخطب به او اكتبه، انما هو نتيجة قناعاتي واطلاعي الشخصي.
  • كما ان موضوع تنظيم “سلاح المخيمات” كما تنظيم سلاح المقاومة، امر جلل، لا يمكن ان يوكل لمن باع نفسه للعدو الاسرائيلي، واصبح مستخدما عنده ينفذ اوامر الذل والهوان.
  • وان الجانب السلبي من سلاح المخيمات، يمكن ان يحل بالحوار والتواصل وليس بالعنف.
  • كما لا ينبغي تصوير سلاح المخيمات وكأنه المشكلة الأكبر في لبنان، وانه اذا ما تم ضبطه فان مشاكل لبنان تصبح محلولة، وكذلك سلاح المقاومة، مع فارق في التفاصيل.
  • ونقول في النهاية، ان موقفنا يمثل الموقف الشرعي (والله اعلم)، الذي ليس ثمة موقف غيره، هذا بكل ثقة وبكل تواضع وتذلل امام الحق والشريعة، ولا يهمنا ان كثر المؤيدون والمشجعون، او كثر المنتقدون والشتّامون، والله من وراء القصد.

رابط فيديو: خطبة الجمعة: 30-5-2025:

https://www.facebook.com/shekh.maherhammoud/videos/1248716853278430