بسم الله الرحمن الرحيم
موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:
بتاريخ 21 رجب 1442هـ الموافق له 5 اذار 2021م
الحق سينتصر
{وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164) } (سورة الأَعراف)
تدل هذه الآيات وغيرها من قصص بني اسرائيل في القرآن على ان دعاة الحق ينبغي عليهم ان يقوموا بواجبهم بالدعوة الى الحق والإصلاح، حتى لو كان احتمال الوصول الى نتيجة ايجابية يقارب الصفر، لان الهدف هو ان يقوم الدعاة بواجبهم، ولقد اكد الله تعالى ان الحق ينتصر، وينجو الدعاة ويهلك الفاسدون، ولكن في بعض الاحيان تكون النتيجة مختلفة، كحكمة يعلمها الله، فالداعية في سورة (يس) يستشهد ويدخل الجنة، والداعية في سورة (غافر) مؤمن آل فرعون، ينجيه الله ويُهلك آل فرعون.
من هذه القصة ومن غيرها نقول: نحن نقوم بواجبنا بالدعوة الى الاصلاح حتى لو كان اعداؤنا اقوياء وكثر، يساعدهم اعلام ممول تمويلا كبيرا، فواجبنا نقوم به مؤكدين أن اعظم ظاهرة معاصرة في امتنا هي المقاومة، وان العالم كله اجتمع على محاربتها ومن اجل المقاومة ودعمها قامت الحرب على سوريا، والأزمات في لبنان والفوضى في المنطقة… كما اننا نؤكد ان الصهيونية اخترقت نسيجنا الاجتماعي والإسلامي وهي موجودة في كل حدث كبير او صغير، بشكل مباشر او من خلال عملائها: من ازمة بنك انترا حتى اغتيال الرئيس الحريري وانفجار المرفأ وما بين كل ذلك، ولكن كثيرا يعرضون عن هذه الحقيقة الواضحة ويدخلون في الدهاليز، ثم ان الاحداث تفضح اصحاب القلوب المريضة.
في هذا الاسبوع حدثان كشفا اصحاب القلوب المريضة، وفاة الشيخ احمد الزين (رحمه الله)، حيث ظهرت مواقف، ولو كانت قليلة، تؤكد قوله تعالى: { أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللهُ أَضْغَانَهُمْ (29) } (سورة محمد):
لقد خرجت اضغان اصحاب القلوب المريضة، فاظهروا خبثهم وضلالهم وظهرت حقيقتهم واضحة، مما يزيدنا ايماناً وثباتاً على موقف الحق الذي نحن عليه في وجه الهجمة الصهونية – الاميركية – العربية على المقاومة ومحورها واهلها، ونحمد الله ان الازمات تكشف اهل النفاق والامراض.
والحدث الثاني هو الرسالة المفتوحة التي ارسلناها لغبطة البطريرك ونشرت في جريدة الاخبار يوم الثلاثاء الثاني من اذار، حيث اجمع المراقبون انها شملت كل ما ينبغي ان يقال، ولأنها احرجت الكثيرين كانت تلك المؤامرة الاعلامية علينا التي كان المقصود منها تشويه الحقائق وحرف الامور عن نصابها واهدافها، ولعلهم نجحوا جزئيا، ولكنها جولة، وان كان للباطل جولة فللحق كل الجولات، واننا على يقين، والله اعلم، ان النتيجة في هذه المرحلة ستكون كنتيجة مؤمن آل فرعون، ولن تكون كنتيجة آل ياسين، وان كانت النتيجتان في رضوان الله وعطائه وكلتاهما مما ينعم الله به على المؤمنين.
رابط فيديو: خطبة الجمعة: 5-3-2021: https://youtu.be/R0NkfZHp7uA