بسم الله الرحمن الرحيم
موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:
بتاريخ 26 رجب 1444هـ الموافق له 17 شباط 2023م
الاسراء والمعراج
يصبح لذكرى الاسراء والمعراج في عصرنا هذا اهمية اكبر، لانها مرتبطة بواقعنا حيث يذكر الله تعالى الاسراء في آية واحدة في أول السورة، ثم يتحدث عن بني اسرائيل ويؤكد ان بني اسرائيل يعلون ويفسدون مرتين في التاريخ، المرة الاولى يسلط عليهم عباداً اولي بأس شديد، وهو نبوخذ نصر وجيشه بالتأكيد، ولم يعل بنو اسرائيل مع الفساد في التاريخ الا في تلك الفترة، اي بعد دولة داوود وسليمان التي دامت حوالي ثمانين عاماً، ومن بعدها فسد بنو اسرائيل وانقسموا الى دولتين واعتدوا على جيرانهم وارتكبوا الموبقات فكان عقابهم التشريد والاذلال، لقد اخذ نبوخذ نصر احجار هيكل سليمان الى بابل ولم يبق من آثاره شيء، وعندما يزعم الصهاينة انهم ينقبون عن بقايا الهيكل فانهم يكذبون، فهم يعلمون تماماً انه لم يبق من آثار الهيكل شيء على الاطلاق الا حائط البراق اي حائط المبكى وفق تعبيرهم… واما المرة الثانية فهي دولة الصهاينة الحديثة، فان بني اسرائيل لم يجتمعوا في كيان سياسي، في دولة، منذ السبي البابلي، الى تأسيس الكيان الحالي الذي سينتهي على يد الذين دخلوه اول مرة، اي المسلمون الذين دخلوا الى بيت المقدس بعد اليرموك، وتحديدا في العام 15 هجرية – 636 ميلادية، وعندها لم يكن هنالك يهود في القدس، وان من اهم ما يلفتنا ان الرومان ومن تعاقبوا على حكم فلسطين كانوا يمنعون اليهود من الدخول الى القدس… وهذا واضح جدا في العهدة العمرية، من اجل ذلك يعتبر الحديث عن بني اسرائيل في القرآن الكريم مباشرة بعد آية الاسراء اعجازاً في بعض ابعاده، وكأنه موجه الى يومنا هذا وليس الى القرون التي سبقت.
ان تطور الاحداث سيقودنا حتماً، باذن الله الى تلك اللحظة التاريخية الاعدازية التي ذكرها تعالى في القرآن الكريم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الزلزال:
مرة اخرى نكرر ان الزلزال والكوارث الطبيعية ليست عقوبة تُعاقب بها امة محمد صلى الله عليه وسلم، كما بيّنا في الاسبوع الماضي، فان الامم السابقة التي عذبت بالزلازل والكوارث بسبب كفرهم، يعذبون في الآخرة ايضاً… اما المسلم الذي تصيبه كارثة طبيعية فهو من الشهداء، تُغفر له الذنوب كلها الا ما كان متعلقاً بحقوق العباد، امة محمد مرحومة، وقد نقول ان هذه الزلازل والكوارث رحمة تنزل بالامة، وان كان هذا التوصيف يصعب فهمه وقد يفهم خطأ، ولكنها الحقيقة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تحرير صيدا:
مرة اخرى نستذكر الانسحاب الاسرائيلي من صيدا واكثر الجنوب في شباط 1985 كأول انسحاب دون قيد او شرط، دون اتفاقية سلام، في تاريخ الكيان الصهيوني… ولقد راهن الصهيوني على فتن تحصل اثر الانسحاب، كما فعل في خريف 1983 في الجبل، ولكن في صيدا لم تحصل تلك الفتنة الا عندما “تبرع” سمير جعجع بشن الهجوم الآثم على صيدا، انطلاقاً من شرقها، بعد شهر كامل على الانسحاب ودون ان يكون هنالك اية مصلحة ولو بأقل احتمال للمسيحيين في هذا الهجوم، انما كان تنفيذا لاوامر اسرائيلية مباشرة.
نكرر في هذا اليوم هذه الذكرى، لان وجود عملاء غير متقاعدين في الحياة السياسية اللبنانية امر خطير، لن تستقيم معه امورنا على الاطلااق.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عنصرية الصهاينة:
ندين العنصرية الصهيونية التي برزت من جديد من خلال “العقوبة” الاسرائيلية على بعض ابناء القدس بحرمانهم من الجنسية الاسرائيلية بحجة مشاركتهم بالمقاومة، فضلاً عن تدمير البيوت.
سؤال يوجه للمجتمع الدولي الصامت عن جرائم الصهيونية: هل تفرض عقوبات مثل هذه على المستوطنين اليهود؟ الذي قتل رئيس الوزراء الصهيوني اسحاق رابين، مثلاً، هل حُرم من الجنسية الاسرئيلية؟ هل هُدم بيته؟ اين القوانين الدولية وحقوق الانسان.
رابط فيديو: خطبة الجمعة: 17-2-2023: https://youtu.be/LHKcq0y6cV4