مياه ملوثة !

        بسم الله الرحمن الرحيم

موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:

بتاريخ 25 ذو القعدة 1446هـ الموافق له 23 ايار 2025م

مياه ملوثة !

في الانتخابات البلدية، بل في الحياة السياسية كلها، نرى انفسنا كأننا نسبح في مياه ملوثة، ستصيبنا بتلوثها، ولكن لا بد لنا من السباحة فيها، ونحن بين موقفين: ذلك الذي ينظر الى الاوساخ التي علقت بجسده معجباً بها، فيمتدحها ويمتدح نفسه و”اجتهاده”، وهو يكذب على نفسه، والآخر الذي ينتهز اول فرصة فيعمد الى تنظيف نفسه وتطهيرها من رجس ما علق به، ويحاول ان يستبدل الاوساخ بالروائح الزكية.

نحن الآن مثلا امام ثلاث لوائح، واحدة تعلن بكل وقاحة انها مدعومة من القوات اللبنانية، واخرى هي جزء من عمل الجمعيات المسماة ( (NGOs، وهي جميعا مرتبطة بجهات مشبوهة في الخارج ، وثالثة تتلقى دعماً غير معلن من جهات مشبوهة لا تقل عن الجهتين تلوثاً وفساداً.

نعم، الجميع اصابه التلوث بدرجات متفاوتة، ولكن ثمة مرشحون كثر، أكفاء، مؤهلون، مستقيمون، يُرجي منهم الخير للمدينة ، ولكنهم “مضطرون”، كما يقول اكثرهم، للتعاون مع تلك الجهات الفاسدة، إما للتمويل، وإما للغطاء السياسي ، وإما بسبب الانحراف الكبير الذي يصيب الامة.

ولعل العذر الثالث هو الاقوى ! فما حيلة اللاعبين الصغار امام اللاعبين الكبار، الذين يجعلون الشرط الرئيسي للدخول الى العمل السياسي ، هو المرور عبر معراب:

اذا كان رب البيت بالدف ضاربا    فشيمة اهل البيت كلهم الرقص

لقد دخل جعجع، بتاريخه الملوث، وبواقعه المخزي الى صيدا باسم اسلامي، والى بيروت باسم قرشي، والى طرابلس باسم مشتق من الشرف، وليس فيه شيء منه، بل دخل الى الرياض وجدة بل الى مكة: اليس مخولا بأن يؤمن تأشيرات الحج لمن عجز عنها؟؟؟.

انها فترة مؤلمة من تاريخ الامة، حيث تظهر الامة كلها عاجزة امام المجازر اليومية في فلسطين، امام حرب الابادة المستمرة، وامام موجة التطبيع المذلة، وفي لبنان ، امام الهجمة المبرمجة على المقاومة والتي تتسلح بالاكاذيب والدجل وقلب الحقائق، كما أمام تغلغل العملاء الى تفاصيل الحياة اللبنانية.

تظهر الامة، ويظهر اهل الحق، اهل الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، عاجزين امام هذه المرحلة الضاغطة، ولقد مر الاسلام ، مر الحق، مر الدين في مثل هذه المرحله مرات ومرات، فلنذكر مثلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر الى ياسر بن عامر العنسي، شهيد الاسلام الاول، والد عمار بن ياسر، والى زوجته سميه بنت خياط، يعذبان على يد احقر الناس واقلهم شأناً، ولا يمكن ان يدافع عنهما الا ان يقول: ابشروا آل ياسر فان موعدكم الجنة، نحن الآن في وضع مشابه ليس لنا الا ان نقول لاهل غزة موعدكم الجنة، ونقول لاهل الحق المتمسكين به، على قلتهم: اصبروا فلا بد من فرج، هذه مرحلة استثنائيه ذكرها الله تعالى بقوله (… وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6)) (الاسراء) ،وستأتي المرحلة الثانية عنوانها (… وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7)) (الاسراء)، ومن هنا حتى يأتي ذلك اليوم علينا ان نتحلى بالصبر والا نتخلى عن مبادئنا، سيأتي يوم قريب باذن الله يقدم هؤلاء الاوغاد، او المضطرون، اعذارهم بذلة، وقد حصل ذلك سابقا معنا اثرالانسحاب الاسرائيلي عام 1985 واخر عند التحرير عام 2000 .

ان الذين يظنون ان عصر المقاومه انتهى، ويسحبون ذلك على الحياة السياسية، فيتطاولون على المقاومة واهلها، ويظنون ان عهد الخيانة والتطبيع والاستسلام، سيبقى طويلا واهمون، (فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (82)) (التوبة).

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

زوبعة في فنجان محمود عباس في بيروت من اجل سلاح المخيمات، هل يمون على…؟؟؟ اصلاً حتى يتحدث عن اوضاع المخيمات وسلاحها؟ والحمدلله ان السلطه اللبنانية اوعى منه، لقد منعته من عقد مؤتمر صحفياً حتى لا يشتم ويتطاول على الآخرين كما يفعل دائماً، ولقد اثبت رئيس الجمهورية حتى هذه اللحظة انه يتحلى بالوعي وبعد النظر، سواء لجهة سلاح مقاومة وبرنامج بسط السلطة اللبنانية، او لجهة الاوضاع الفلسطينية المعقدة، نرجو الله ان يتم علينا هذه النعمة!.

رابط فيديو: خطبة الجمعة: 23-5-2025:

https://www.facebook.com/shekh.maherhammoud/videos/718017757575769