ما هي وجهة نظركم حول مخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لتهجير فلسطينيين من قطاع غزة وما هو المتوقع من الدول العربية؟

‏بسم الله الرحمن الرحيم

‏أجاب سماحة الشيخ ماهر حمود عن سؤال لوكالة الجمهورية الإسلامية للانباء (ما هي وجهة نظركم حول مخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لتهجير فلسطينيين من قطاع غزة وما هو المتوقع من الدول العربية؟) بما يلي:

إنه مخطط غير قابل للتطبيق، ومهما كانت قوة ترامب، أي قوة امريكا بأساطيلها وقدراتها الفائقة لن تستطيع تحقيق هذا المخطط، وذلك، أولا لصعوبته اللوجستية، وثانيا لحاجته إلى ميزانية ضخمة لن يدفعها العرب، ثالثا بسبب الموقف العالمي الرافض لمثل هكذا مشروع عنصري يتناقض مع أبسط قوانين الأمم المتحدة، رابعا بسبب الموقف العربي الموحد، وهذا يحتاج إلى تفصيل:

نحن نعلم تماما أن الموقف العربي ازاء المقاومة كفكرة وإزاء إيران كداعم وحيد للمقاومة هو موقف سلبي، ويتوافق مع الموقف الغربي تماما، فيتعاملون معها كإرهاب بكل ما ينتج عن ذلك من قوانين و إجراءات، ولقد صمت الجميع من دون استثناء تقريبا، عن حرب الإبادة في غزة، بل قد شاركوا فيها بشكل من الأشكال، كل من موقعه، ولكن الموافقة على تهجير أهل غزة سيجعل هولاء جميعا في مواجهة مباشرة مع شعوبهم، فضلا عن الشعب الفلسطيني برمته وكافة مكوناته، وهذا أمر يجعلهم يفقدون آخر خيط من خيوط العلاقة مع شعوبهم، ويجعلهم مهددين جميعا بفقدان مناصبهم المصطنعة أصلا، ذلك لأن هذا الأمر ليس له أي مؤيد حتى السلطة الفلسطينية التي تشارك الاحتلال في الحرب على المقاومة، وملاحقة المقاومين، كما أن فكرة التهجير هذه تعيدنا ٧٧ عاما إلى الخلف، حيث تم خداع الشعب الفلسطيني بضرورة الهجرة من فلسطين لمدة ١٥ يوما حتى يتمكن جيش الإنقاذ وقتها والجيوش العربية من تحرير فلسطين، فكانت الطامة الكبرى، إذ تم تهجير الفلسطينيين من قراهم ومدنهم، وحقق الصهيوني هدفا من أهدافه، وهو تهجير الفلسطينيين لتوطين اليهود مكانهم .

لقد حفرت هذه الأحداث عميقا في ضمير الفلسطينيين وسائر الأمة، وهذا أمر يستحيل أن يتحقق حتى على يد ترامب الذي يتخيل نفسه أقوى حاكم في التاريخ البشري، وهذا ليس صحيحاًعلى الإطلاق.

لن يمر وقت طويل حتى تنكشف نقاط ضعفه الكثيرة.