بسم الله الرحمن الرحيم
موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:
بتاريخ 3 رجب 1446هـ الموافق له 3 كانون الثاني 2024م
الأمة ليست مهزومة
تحاول فئات لبنانية متعددة، بأوامر أمريكية غربية وعربية، أن يتعاملوا مع المقاومة وبيئتها تعامل المنتصر مع المهزوم، وهذا لا يمكن أن يكون مقبولا.
نعم تلقت المقاومة ضربات قاسية، وخسرت قائدا تاريخيا لا يتكرر، وخسرت ممرا إستراتيجيا وأمور أخرى كثيرة، ولكن بيئة المقاومة لا تزال منتصرة وكذلك الجزء الأكبر من قوتها العسكرية، يكفينا أن تقول أم لأربعة شهداء، على سبيل المثال لا الحصر: عندنا قماش لنكفن به شهداءنا وليس عندنا قماش لرفع العلم الأبيض، هذا في غزة ومثله في لبنان.
ولن يستطيع المهزوم التابع للاملاءات الأمريكية المثقل بتاريخ من العمالة، أن يفرض نفسه على الإرادة اللبنانية وأن يشرئب بعنقه لرئاسة الجمهورية، فالتاريخ لن يتكرر بهذا المعنى، ليست مرحلتنا كما بعد الاجتياح الذي افرز تنصيب بشير الجميل، ولو كان ثمة شبه فليس صعبا أن يوجد حبيب شرتوني آخر، ولا نتمنى هذا ونرفض كل هذا السيناريو.
علامات الساعة:
هامش الاخطاء واسع جداً في موضوع علامات الساعة، وتزداد الاخطاء عند الحوادث الجسام، كالتي تعيش فيها، من اجل ذلك علينا ان نؤكد مباديء في هذا الموضوع:
اولا: الساعة، اي يوم القيامة، موعد مجهول لا يعرفه حتى الانبياء، والآيات واضحة كثيرة (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي ۖ لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ۚ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً ۗ يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (187)) (الاعراف)، وقال صلى الله عليه وسلم : “ما المسؤول عنها بأعلم من السائل”.
ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم تحدث في يوم من الايام عن كل ما هو كائن الى يوم القيامة، من صلاة الفجر الى المغرب، فلم يحفظ الصحابة الكرام من ذلك الا القليل، وهذه ارادة الله، لو اراد الله ان يصل لنا هذا العلم لحفظه بعض من وهبهم الله نعمة الحفظ، ولكن حكمة الله ان تكون علامات الساعة مثل معالم في التاريخ، لا تسرد تفاصيل التاريخ حتى لا يكون الانسان متعلقاً بالغيب دون الاعمال … الخ.
ثانيا: بعد ما اطلعنا على مجمل ما ذُكر في الكتب والاحاديث عن علامات يوم القيامة، قسمناها الى ثلاثة اقسام : علامات صغيرة، كبيرة، العلامات العشر الكبرى:
أ-العلامات الصغيرة: اكثر من ان تحصى، والاهم ان نعلم ان حصولها لا يعني اقتراب الساعة، بل تأكيد حصولها، فالعلامات الصغرى حسب تصنيفنا بدأت في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومثالها الاوضح (اقتربت الساعة وانشق القمر، ومنها وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنها فتح القدس للمرة الاولى، وفتح كنوز كسرى وقيصر)، وامور لا تحصى حصلت بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنوات قليلة.
ب- العلامات الكبيرة: او الوسطى، بعضها حصل وبعضها لم يحصل، والمثل الاوضح هو فتح القسطنطينية عام 857هـ الموافق 1453م، اي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بأكثر من ثمانية قرون، فيما حاول المسلمون منذ صدر الاسلام ان ينالوا هذا الشرف، واستشهد او توفي تحت اسرارها الصحابي الجليل ابو ايوب الانصاري عام 52هـ الموافق 672م، وحاول الكثيرون ذلك ولم يفلحوا حتى جاء محمد الفاتح ابن السلطان مراد في التاريخ الذي ذكرنا ليحوز هذا الشرف.
نضرب هذا المثل لنؤكد ان العلامات التي سميناها كبيرة، او وسطى، قد يتأخر تحققها قروناً، وثمة علامات كبيرة لم تحصل، مثل انحسار الفرات عن جبل من ذهب يقتتل عليه الناس …الخ، واهم علامة ننتظرها قريبا، والله اعلم، زوال اسرائيل، كما شرحنا ذلك بالتفصيل في مناسبات متكررة.
العلامات العشر الكبرى، وهي بالترتيب:
- الدجال او المسيح الدجال، الذي يدعي انه المسيح ثم يزعم انه الله، يقتله عيسى ابن مريم عليه السلام.
- عيسى بن مريم عليه السلام،الذي يحكم في الارض 40 سنة على شريعة محمد صلى الله عليه وسلم.
- يأجوج ومأجوج، شعب يأتي من المشرق، لعله اهل الصين، يقتلهم الله تعالى بدود في رقابهم اسمه النغف.
- خسف بالمشرق.
- خسف بالمغرب.
- خسف في جزيرة العرب.
- دابة الارض، المذكورة في سورة النمل، (وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ (82)).
- شروق الشمس من مغربها.
- الدخان او الريح الطيبة.
- نار تحشر الناس الى ارض المحشر.
ولم يعّد رسول الله صلى الله عليه وسلم المهدي من العلامات العشر، وهو يظهر قبل المسيح بفترة غير معلومة، يملأ الارض قسطاً وعدلاً يحكم في الارض سبع الى تسع سنين، علامته الرئيسية ان يعلن نفسه من الكعبة المشرفة ويأتيه جيش من قبل الشام فيخسف الله بأولهم وآخرهم.
والاخطاء في هذا الجانب اكثر من ان تحصى، وبدأت منذ العصر العباسي حيث سمىّ ابو جعفر المنصور ابن المهدي، والد هارون الرشيد، كنوع من استباق الحدث، وفي كل فترة يبرز احد يزعم ان المهدي قد اوشك ظهوره ويأتون على ذلك بدلائل لا تلبث ان تتلاشى.
ونحن نؤكد، من خلال الاطلاع والاجتهاد، ان زوال اسرائيل، ليس مرتبطاً بالمهدي ولا بالمسيح عليه السلام، لسبب بسيط جدا، والله اعلم، لان اليهود ضربت عليهم الذلة والمسكنة، وأمرهم عند الله أقل من ان ينتدب لهم قائداً بحجم المهدي او المسيح عليه السلام، والله اعلم.
رابط فيديو: خطبة الجمعة: 3-1-2025:
https://www.facebook.com/shekh.maherhammoud/videos/815945103995926