بسم الله الرحمن الرحيم
موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:
بتاريخ 15 ربيع الآخر 1446هـ الموافق له 18 تشرين الاول 2024م
السنوار: شهيد الانسان
لقد اثبت الشهيد يحيى السنوار انه شهيد الانسانية، فالمعاني التي جسدها بمقاومته، وسجنه ثم باستشهاده، هي كل المعاني التي كرّم الله بها الانسان، لقد اكد تعالى (الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا (76)) (النساء)، يصبح الشيطان ضعيفاَ عندما يتخذ الانسان قراراً بمواجهته، عندما يتخذه عدواً، اما عندما يستسلم الانسان لوساوس الشيطان ويستعظم قدراته، يصبح الانسان ضعيفاً، ويبدو الشيطان كأنه قويٌ مسيطر ، كما وُصف في القرآن الكريم (قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَٰذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا (62)) (الاسراء) (احتنك: اي اقودهم من احناكهم كما تقاد الدواب باللجام او الرسن) … الخ.
هذه هي الصورة التي جسدها الشهيد السنوار في مواجهة شياطين الانس الذين يمثلهم بجدارة الاميركي والصهيوني، عندما نظر هذا الشهيد الاستثنائي الى حقيقة الصهيونية ومن يدعمها، قرر المقاومة بكل ما في الكلمة من معنى حتى استشهد وهو يحمل الرشاش كأي مقاتل من المجاهدين، والقى القنابل وصوّب على المسيّرة حتى آخر رمق، ليظهر من خلال ذلك كذب الصهاينة الذي صوروه كذباً مختبئاً في النفق او متترساً بالرهائن او ما الى ذلك، لقد تحول بهذه الخاتمة الشريفة الى رمز انساني يتجاوز الحدود الفلسطينية والعربية والاسلامية، ليصبح رمزاً للانسان الذي يريد ان يرتفع من هاوية الشهوات والانانية والامراض النفسية الى دوره السامي الذي اراده الله تعالى له.
ولقد ظهرت هذه المعاني من خلال مواقف اخصام بل حتى اعداء المقاومة، لم يستطيعوا الا الاعتراف بهذه الخاتمة المميزة لهذا القائد المميز.
وكما اننا نشيد برباطة الجأش التي ظهرت من المقاومين ازاء استشهاد هذا القائد كما ظهرت اثر استشهاد السيد نصر الله، رحم الله الجميع.
لقد اعترف العدو عملياً بدوره المميز عندما رفع مندوب العدو الاسرائيلي في الامم المتحدة صورة السنوار كعدو رئيسي لاسرائيل، مؤكداً دوره واهميته، وقبل ذلك قام هذا الشهيد الكبير بتحدي العدو بأن عاد الى بيته سيراً على الاقدام متحدياً العدو ان يقدم على قتله، فكان موقفاً مميزاً.
لقد كان مميزاً بتاريخه، لقد كان قائداً في السجن خلاله وبعده، وكان قائداً مميزاً لطوفان الاقصى الذي حول التاريخ نحو الامام ، وصحح البوصلة التي كادت ان تنحرف تماماً عن الهدف الاسمى والاعلى، وهو مواجهة الصهيونية ورفض الحلول الاستسلامية، وكان مميزاً خلال ذلك كله، وكان التميز الاكبر في خاتمته الجليلة.
اننا نؤكد ان المقاومة ستزداد قوة وعزماً بعد استشهاده، كما رأينا ذلك بعد استشهاد كل القادة المميزين، فكل شهيد يترك خلفه اشبالاً لا يلبثون ان يتحولوا الى قادة حقيقيين، والله المستعان والموفق والهادي الى سواء السبيل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تزوير التاريخ:
استمعنا امس لمن ينظّر للانهزام والاستسلام، ولا يستطيع ان يرى الجانب الايجابي من المقاومة وما قدمته للوطن وللامة، قام النائب غياث يزبك بتقديم رواية مزورة عن “الخائن” لوطنه الجنرال بيتان، وامتدح قراره بتسليم باريس وما حولها لجيش هتلر في الحرب العالمية الثانية تجنباً للدماء والدمار، ويفترض ان يعلم هو والجميع ان الفرنسيين بدلوا حرفاً من اسم الجنرال (فيليب بيتان) من petain الى putain، اي المرأة العاهرة، فيما تحول الجنرال شارل ديغول الى رمز وطني لانه تبنى المقاومة، بل ان كلمة مقاومة انتقلت من اللغة الفرنسية الينا، فهم اول من سموا المواجهة (مقاومة) وانتقلت الى لغتنا، عندما يريد البعض ان يزوروا التاريخ ليبرروا موقفهم الانهزامي، فان ذلك دليل على ضعف فهمهم وتخلف الموقف الذي يمثلون … الخ.
التعاون مع العدو:
كذلك عندما يقدم البعض خدمات للعدو، مجانية، وقد يمكن ان تكون مدفوعة مسبقاً او لاحقاً، عبارة عن وعود لن يروا منها شيئاً، فيبررون للعدو غاراته على البيوت الآمنة التي تأوي النازحين، فيتحدثون عن غير علم وبدون دليل ان مسلحين من حزب الله كانوا هنالك، وواحدهم قُدم كمرشح لرئاسة الجمهورية، اي جمهورية سيكون رئيسها من هذا الصنف؟.
المساعدات العربية:
لقد كنا في غنى عن المساعدات العربية وغير العربية، لو ان هؤلاء الذين يقدمون لنا المساعدات، سواء كانت حقيقية او وهمية، لو انهم قاموا بواجبهم ووقفوا سياسياً في وجه العدو الصهيوني، لما تجرأ العدو على القيام بجرائمه، يذكرنا هؤلاء بقول الشاعر:
كمطعمةِ الزهَّادِ من كدِّ فرجِها لك الويل لا تزن ولا تتصدَّقي
رابط فيديو: خطبة الجمعة: 18-10-2024: https://youtu.be/dvu_BdcHWkQ