بسم الله الرحمن الرحيم
موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:
بتاريخ 10 ربيع الآخر 1444هـ الموافق له 4 تشرين الثاني 2022م
الحوار
يُطلق شيخ الازهر احمد الطيب، الذي نحترم ونجل، دعوة للحوار مع الشيعة، ونؤكد ان مبدأ الحوار مؤكد في القرآن وضروري وعلى كافة المستويات، الا ان شرطين اساسيْن ينبغي توفرهما في الحوار الناجح:
- ان يكون المحاور حراً صاحب قراره.
- ان يكون في نيته ان يصل الى نتيجة اثر هذا الحوار.
ومن الواضح ان الحوار المقترح لا يمكن ان يصل الى نتيجة، فالحكومات تسيطر على قرار الازهر وغيره، وبغض النظر عن حسن النية والاخلاص التي نؤكد، والله اعلم، انها في صلب شخصية شيخ الازهر، الا ان الامر يقتضي كما قلنا ان يكون المحاور صاحب قرار، ومن المعلوم ان هذا الحوار محكوم بالسياسة الاميركية في المنطقة، والتي تحاول ان تحاصر المقاومة من كافة الجهات.
كما انه قد مر 43 سنة على انتصار الثورة الاسلامية، وقدمت للامة انتصارات ورؤية سياسية نوعية خلال هذه الفترة، لم تتقدم فئة وازنة للحوار مع ايران، واستبدلوا الحوار بالشتائم والاتهامات الباطلة والاصطفاف خلف المؤامرات الاميركية المتعددة والمتلاحقة.
وليس بعيدا عن الازهر وضع الفاتيكان الذي هو بدوره يتعرض لاختراقات صهيونية واميركية بالغة ومنذ عقود من الزمن، رغم كل ما يظهره البابا فرنسيس من محبة وحوار، ورغم مواقفه المقدرة جدا، وكذلك البابا يوحنا بولس الثاني صاحب مقولة لبنان رسالة … الخ.
رغم كل ذلك نؤكد، والله اعلم، ان القرارات الكبرى محكومة بالتوازنات العالمية التي لن تكون لصلح القضايا المحقة في عالمنا…
اضافة الى ان هذه الدعوة الى الحوار تنطلق من البحرين، حيث التطبيع المدان والمذل، وحيث السجون الممتلئة بالمعترضين على الظلم وعلى الاجراءات التعسفية والمذهبية في البحرين.
بالتأكيد ليس البحرين المكان المناسب لاطلاق دعوة للحوار، فمن يعجز عن ان يحاور شعبه كيف سينجح في الحوار مع الآخرين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كيدية واضحة:
ابى الرئيس عون، الذي نحترم موقفه من المقاومة، وكثيرا من مواقفه في النواحي الاستراتيجية، الا ان ينهي عهده بكيدية مدانة، تلك الرسالة التي تخالف العرف العام ومبادئ الدستور، وتزعم ان الحكومة بشكلها الحالي لا تستطيع ان تقوم بمهام رئيس الجمهورية، مهما كانت “الايجابيات” المفترضة في عهد الرئيس عون، ولكن البارز هو الكيدية والانانية المفترضة والتعالي عن الآخرين، واننا نأسف لهذه الخاتمة المحزنة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كلمة ميقاتي:
الرئيس ميقاتي يقف في القمة العربية مستجدياً باكياً على الوضع اللبناني، ومن المفترض ان يقف مرفوع الرأس عزيزاً كريماً يخاطب العرب بثقة كاملة قائلاً: نحن انتصرنا حيث هزمتم، ونحن حققنا ما عجزتم عنه، نحن في لبنان نحمل آمال المستقبل فيما انتم تحملون اخفاقات الماضي وما يثبط العزائم، وكان يفترض، ان يقول، ان جزءاً رئيسياً من ازمة لبنان الحالية، انتم صنعتموها، وانتم المسؤولون عنها.
طبعاً، انه لا يستطيع ان يقول ذلك، حتى لو كان مقتنعاً بهذا الكلام، فهو يخاطب المنهزمين الخاضعين للقرار الاميركي الاذلاء تحت كامب ديفيد واوسلو ووادي العرب والتطبيع المجرم.
هذا دون ان ننوه بحسن النية التي يظهر ان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يتمتع بها، وحرصه على توحيد الجهود الفلسطينية والتركيز على محورية القضية الفلسطينية والقدس … الخ.
ولكن في هذا العالم، بالتأكيد لا يكفي ان تكون حسن النية صادقاً، القضية تحتاج الى صراع حقيقي ننتزع من خلاله حقوقنا من الاميركي والصهيوين.
رابط فيديو: خطبة الجمعة: 4-11-2022: https://youtu.be/MyTX2aEwdWI