الاسراء والمعراج

بسم الله الرحمن الرحيم
موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:

بتاريخ 28 رجب 1442هـ الموافق له 12 اذار 2021م

الاسراء والمعراج

ان اكثر مناسبة اسلامية ترتبط بأيامنا هذه هي ذكرى الاسراء والمعراج، ذلك انها نبوءة قرآنية تتجاوز الزمن الذي حصلت فيه، بل هي اكثر من نبوءة واحدة:

أولا: ان مطلع سورة الاسراء تتضمن اشارة واضحة الى علاقة ما بين المسجد الاقصى وبين بني اسرائيل، في حين ان بني اسرائيل كانوا قد أُخرجوا من فلسطين قبل الاسلام بحوالي احد عشر قرنا، ولم يكن في فترة الاسراء والمعراج اية صلة بين اليهود وفلسطين، واللافت ان آية واحدة في مطلع السورة تتحدث عن الاسراء ثم ينتقل الحديث مباشرة الى بني اسرائيل، وبالتأكيد فان لهذا الامر معنى بعيداً نفهمه اليوم مما يفهمه من كان قبلنا.

ثانيا: نذكر مرة اخرى ان بطريرك القدس صفرونيوس اشترط على سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه ان يكتب عهدا بألا يُدخل بني اسرائيل الى القدس كشرط من شروط تسليم مفاتيح القدس للمسلمين، وهكذا كان، لقد نصت العهدة العمرية على ذلك.

ثالثا: الحديث في صدر سورة الاسراء عن علو بني اسرائيل وفسادهم مرتين مؤكد بتفاصيل كثيرة، لقد حصلت المرة الاولى ايام نبوخذ نصر العام 597 قبل الميلاد بالتأكيد، ثم ان بني اسرائيل لم يعلو ويفسدوا مرة اخرى في التاريخ كله إلا في ايامنا هنا، كان هنالك فساد حيثما وجدوا، دون علو، اي دون اي كيان سياسي وجيش وما الى ذلك… وقبل ذلك كان هنالك علو دون فساد وذلك ايام سيديْنا داوود وسليمان.

ان المرة الثانية هي بالتأكيد التي نعيش فيها، وان كنا لا نستطيع تحديد وقت لتحقيق هذه النبوءة، ولا نستطيع ان نحدد الجهة او الكيفية التي ستحصل بها هذه النبوءة، ولكننا نعلم ان هذا سيحصل، بل ان كل هذه الاحداث التي تحصل حولنا انما هو مقدمة لهذا الوعد الالهي العظيم، فلا بد قبل هذا الحدث التاريخي الذي هو اشبه بمعجزة ان تتم هنالك عملية فرز بين المؤمنين والمنافقين، وبين الصادقين والكاذبين وبين المخلصين والمتاجرين بالدين … الخ.

رابعا: لا يستحق المسلمون اليوم بمن فيهم العرب، ان يحتفلوا بذكرى الاسراء والمعراج إلا المقاومون والممانعون، لأن من لا يتخذ من ذكرى الاسراء والمعراج باباً للجهاد في سبيل الله والمقاومة، فهو عمليا يزور هذه المناسبة العظيمة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اما هنا في لبنان فكيف يسكت الجميع عن المؤامرة البشعة التي تهدف الى ايقاع الفتن بين اللبنانيين وتضع على رأس اولوياتها تشويه المقاومة بالأكاذيب والدجل: نرى من هذه المؤامرة القسم الاعلامي حيث نرى ما يسمى مشروع  صوت بيروت انترناشونال الذي اشترى ذمم كثير من الصحافيين وكثير من وسائل الاعلام، وما لا نراه هو افدح بكثير بالتأكيد… نقول ان هذا المشروع المشبوه يحدث ضررا مباشرا بأكثر الجهات السياسية اللبنانية: حزب الله، تيار المستقبل، حركة امل، التيار الوطني، والاشتراكي جزئياً وقوى اخرى ايضا، كل هؤلاء لا يستطيعون وقف هذا المشروع المشبوه؟ كيف ذلك؟ الجواب كما قال احدهم: هو مدعوم سعوديا فلا نستطيع وقفه، اذن هنالك احتلال سعودي وليس ايراني كما يقولون، او نفوذ فائق على الأقل، فلنكن على حذر.

اما الذين يقطعون الطرقات بحجة الاعتراض على الفساد والوضع الاقتصادي، فلا شك انهم اشقياء مرتزقة إلا القليل المضلل منهم، وسيكتشف بعض المشاركين عن نية طيبة قريبا والله اعلم انهم ضحية لعبة قذرة، يستعملونهم ثم يلقونهم .

 

رابط فيديو: خطبة الجمعة: 12-3-2021: https://youtu.be/XUgVWUfDGTU