بسم الله الرحمن الرحيم
موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:
بتاريخ 14 محرم 1444هـ الموافق له 12 اب 2022م
ام ابراهيم النابلسي
لا نبالغ اذا قلنا ان موقف السيدة ام ابراهيم النابلسي ازاء استشهاد ابنها البطل، يوازي بل يفوق بعض انتصارات المقاومة المميزة، ذلك انه عندما تستقبل ام ولدها الشهيد بالزغاريد والابتسامة والخطاب التحريضي المقاوم، عندما تصبح مثل هذه الام مثالا لامهات المقاومين في كل مكان، سنمسك مستقبلنا بيدنا ونفتح آفاق المستقبل العزيز بكل ثقة.
كما اننا لا بد ان نشيد بانتصار غزة الاخير واداء حركة الجهاد المميز، حيث اثبتت حركة الجهاد انها بمفردها مع بعض المشاركة من جهات محدودة من المقاومين، اثبتت انها قادرة على خوض معركة تاريخية تتهدد الكيان الصهيوني من جذوره، وتغرز في العقل الصهيوني افكارا تغذي مخاوفهم الوجودية.
ولا شك ان المقاومة واحدة، وان حركة الجهاد لم تترك لوحدها، وكل شيء بقرار، لقد اتخذت القرار غرفة العمليات المشتركة، ان مشاركة حماس او عدمها يكون بقرار وليس وفق المزاج الشعبي ووفق اهواء الرأي العام، ثقتنا بالمقاومة كبيرة، وكذلك بقادتها الذين وضعوا دماءهم على أكفهم ولقد اكدوا جميعا هذا المفهوم، فيما الصهيوني ومن يستمع له ويصدقه عمل على محاولة دق اسفين بين حركات المقاومة ولم يفلح ولن يفلح.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحوار المذهبي
وتتمة لما تحدثنا به في الخطبة الماضية عن الحوار المذهبي على ضوء ذكرى عاشوراء نسرد بعض المواقف:
اولا: ان ما يتفق عليه المسلمون في امر يزيد بن معاوية وما يمثل، ونكبة عاشوراء هو اكثر مما نختلف عليه، ولكن اصحاب النوايا السيئة يختارون نقاط الاختلاف ويضخمونها على حساب نقاط التوافق.
ثانيا: ان الحوار الفقهي العلمي الحقيقي السني – الشيعي طريق مسدود، برأينا، انه لن يصل الى هدف حقيقي في ظل الاحوال الراهنة، والافضل البحث عن المساحات المشتركة:
ثالثا: ان المساحة المشتركة موجودة، وهي المقاومة، حيث اثبتت المقاومة انها وحدت السلاح والدعم والرؤية وكافة ما تحتاجه لاستمراريتها وتحقيق اهدافها، وهي الحبل الذي ينبغي ان يعتصم به الجميع على مستوى لبنان كما على مستوى الامة.
رابعا: ان حجج مذهب اهل السنة والجماعة قوية مفصلة وكافية، ولكن المشكلة في عدم وجود جهة حقيقية تمثل اهل السنة والجماعة، من حيث التطبيق والممارسة، من جهة، وتتمتع بحرية القرار من جهة اخرى.
خامسا: ان قوة المقاومة ومحورها وقوة الجمهورية الاسلامية من جهة اخرى، تكمن في انها تخلصت من النفوذ الاميركي بشكل كامل، وهي قادرة على اتخاذ اي قرار تريد دون ان تحسب حسابا لاميركا او لعملائها في المنطقة، الا في استثناءات قليلة لا تشكل خرقا للقاعدة، ونستطيع ان نؤكد انها الدولة الوحيدة في العالم القادرة على اتخاذ القرار الذي تريد دون تدخل اميركي او غربي، فيما اخصام الجمهورية الاسلامية لا يتمتعون بالحد الادنى من حرية القرار، وقرارهم تحت سقوف دول مرتبطة بالاميركي بشكل او بآخر.
سادسا: ان نقطة ضعف بسيطة نسبيا، تحسب على الجمهورية الاسلامية وعلى المقاومة نقولها بخجل وتردد، ثمة ضعف ازاء المتطرفين الشيعة الذين يشوهون المذهب ويحاولون جر الشيعة الى موقع آخر، ولا يوضع حد لهم ولانحرافاتهم.
سابعا: علينا ان نكون جميعا حذرين من التدخل المخابراتي الصهيوني، حيث ثبت ان الصهاينة اسسوا في تل ابيب “جامعة اسلامية” تخرّج متخصصين في الدراسات الاسلامية، تجندهم المخابرات الاسرائيلية لزرع الفتن المذهبية في العالم الاسلامي، ولقد شارك بالتأكيد منهم في “قيادة” داعش وما يشبهها في العالم الاسلامي.
ثامنا: ان انكشاف الدور الاميركي والصهيوني في انشاء وتمويل وتوجيه الحركات المتطرفة التكفيرية كداعش والنصرة وغيرهما، ينبغي ان يكون حافزا لكافة الحركات الاسلامية لمراجعة مواقفها ازاء الاحداث الهامة التي عصفت بالامة مؤخرا، وخاصة فيما سمي بالربيع العربي.
تاسعا: ان قدر الامة ان تتوحد، واذا حصل ان برزت جهة اسلامية (سنية) تحمل الاهداف التي حملتها ايران، وتمارس السياسة العالمية بنفس الوضوح والثبات، سيكون ذلك امراً تاريخياً يفرض على المسلمين وحدة حقيقية، كما نص عليها القرآن الكريم وأرادها الشرع الحنيف.
رابط فيديو: خطبة الجمعة: 12-8-2022: https://youtu.be/6t8lUr35Omc