عاشوراء الوحدة

بسم الله الرحمن الرحيم

موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:

بتاريخ 7 محرم 1444هـ الموافق له 5 اب 2022م

عاشوراء الوحدة

يستطيع القارئ او الواعظ ان يستخرج من مجزرة كربلاء ما يدعو الى وحدة الامة والخروج من الاصطفاف المذهبي، كما يستطيع الذين في قلوبهم زيغ ان يقرؤوا الحدث بصورة مغايرة تماما وان يرتكزوا على نفس الرواية ليستنتجوامنها ما يدعو الى الفرقة والخصومة.

نحن نؤكد من جهتنا ان الامور المتفق عليها هي الرئيسية، وهي الاهم ، والامور المختلف عليها يمكن ان تطوى او تؤجل حتى يأتي وقتها المناسب: واهم ما نتفق عليه نقطتان رئيسيتيان:

الاولى: ان الحسن والحسين هما سيدا شباب اهل الجنة، وهذا امر مؤكد، وانما الاعمال بخواتيمها، وختم الله لسيد شباب اهل الجنة بموقف بطولي سيظل طوال التاريخ امثولة للقادة المميزين.

الثانية: ان يزيداً لا يمثل السنة ولا يمثل اية قيمة اسلامية او انسانية، وان كان في كربلاء في 10 محرم 61 للهجرة، قد قتل اهل بيت رسول الله وسبى النساء ومثّل في الجثث وفعل الافاعيل، فانه في الحرة (في المدينة المنورة) في ذي الحجة العام 63 للهجرة قد قتل الصحابة الكرام وابناءهم واعتدى على نساء اهل المدينة وتعامل مع المدينة واهلها كما يتم التعامل مع المشركين، وما حصل في المدينة خلال ثلاثة ايام يفوق كل وصف، وللاسف ما حصل لا يُذكركثيرا.

قال الامام مالك: (قُتل يوم الحرة سبعمائة رجل من حملة القرآن وثلاثة من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم)، وقال الزهري: (قتل يوم الحرة سبعمائة من وجوه الناس من المهاجرين والانصار والموالي وممن لا يعرف من حر وعبد عشرة الاف).

والمقصود ان كربلاء استهدفت آل البيت، فيما يعتبر انه جذور مذهب اهل البيت (الشيعة)، وفي الحرة استهدف الصحابة ومن معهم وهم جذور مذهب اهل السنة.

لنقول ان يزيدا لم يكن يستهدف اهل البيت فقط، بل يستهدف كل من يقف في وجهه ويعارض حكمه، وهكذا لقد ختم حياته القصيرة بحصار الكعبة ورماها بالمنجيق واحرق ستائرها: جاء نعيه والكعبة تحترق، على ما يقول اكثر المؤرخين، لقد حكم ثلاث سنوات وثمانية اشهر، بدأت بكربلاء ثم بالحرة وحرق الكعبة، لم يبارك الله له في عمره ولا في نسله، فرفض ولده الشاب ان يتولى الخلافة واكد انها من حق آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

لقد شذ ابن تيمية عن جمهور العلماء فحاول ان يجد مبررات ليزيد وان يجد له باباً للمغفرة، ولكن يُنقل عنه ايضا ما يناقض ذلك فيعتبره ملكاً ظالماً طالباً للدنيا ولا يتمنى ان يحشر معه … الخ. وسواء صح هذا أم ذاك، فلا يعتد بأي كلام فيه دفاع او تبرير لظلم يزيد وافعاله، ونؤكد ان الموقف الموحد من يزيد موقف يتوحد خلفه المسلمون ويفترض ان يكون باباً من أبواب الدعوة الى وحدة الامة.

وللبحث تتمة….

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عندما اراهم يغوصون في الأوهام ويلاحقون السراب، وعندما اراهم يدفنون رؤوسهم في الرمال خوفا من رؤية الحقائق الواضحة التي ستربكهم وتسحق احلامهم أقول: “الحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به كثيرا من خلقه وفضلنا تفضيلا” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

– عندما اراهم يتحاصصون، ويسيرون بالقرارات الكيدية، باستبعاد جهات وتقريب أخرى دون معيار واضح بكيدية لا تخفى على مراقب، ثم يتحدثون عن الإصلاح وعن فساد الطبقة الحاكمة، اتساءل كيف ستصلحون ان كنتم تسيرون وفق خطواتهم وانتم لا تزالون في اول الطريق؟.

من المؤكد أن فاقد الشيء لا يعطيه.

–       عندما اراهم يكبّرون الأهداف ويسيرون اليها بخطوات مرتبكة، نتساءل كيف سيصلون؟ (لن يصلوا).

–       عندما اراهم جميعا في الشكل وقلوبهم شتى أتذكر الآية الكريمة، مع الفارق القياس طبعا: (تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ (14)) (الحشر).

–       عندما يتعمدون الاستفزاز بالباطل ويظنون انهم سيحققون شيئا، أتذكر قوله تعالى: (وَإِن كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا ۖ وَإِذًا لَّا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا (76)) (الاسراء)، طبعا مع الفارق بالقياس طبعا.

– ان المقاومة لا تحتاج لمن يبدل موقفه كما يبدل ثيابه، قافلة المقاومة تسير بخطىً ثابتة ورؤية واضحة واهداف محددة، ولن تتأثر بتردد البعض أو ضعفهم أو تبدل مواقفهم.

رابط فيديو: خطبة الجمعة: 5-8-2022: https://youtu.be/PSSMTinFgeA