الأمريكي يكشف نفسه

بسم الله الرحمن الرحيم

موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:

بتاريخ 18 ذو القعدة 1443هـ الموافق له 17 حزيران 2022م

الأمريكي يكشف نفسه

إن الوعود التي أطلقها الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال حملته الانتخابية ذهبت أدراج الرياح، لقد وعد جمهوره بمعاقبة الأمير محمد بن سلمان على جريمته البشعة التي ارتكبها في قنصلية استانبول، جريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي وتقطيع جسده وإذابته بالأسيد…الخ.

سيزور بايدن السعودية قريبا ليطلب المزيد من البترول في ظل الأزمة العالمية الناتجة عن الحرب مع أوكرانيا… تُطوى الجريمة النكراء وتُبلع الشعارات ويُداس عليها، هذا هو دأب أمريكا في وعودها منذ أن دخلت في السياسة العالمية، منذ حرب فيتنام إلى وعودها للجمهور العالمي العريض الذي يصدق شعارات حقوق الإنسان ونشر الديمقراطية والشرق الأوسط الجديد.

وليس بعيدا عن ذلك، تراجع أردوغان عن محاسبته لابن سلمان وشعاراته الإسلامية البراقة التي يكذبها دعمه للإرهاب في شمال سوريا، وكذلك بعض أولئك الذين يدعون أنهم “سياديون” ثم يخضعون للأمريكي ولشروطه المذلة.

كذلك بعض أولئك التغييريين وأصحاب الشعارات الكبيرة الذين رفعوا الشعارات البراقة وإذا بهم يشاركون في مؤتمرات التطبيع والخيانة دون خجل.

إن الإنسان المؤمن الصادق عليه أن يراقب نفسه فيحافظ على دينه واستقامته وعبادته في العسر واليسر، والشدة والرخاء، والغنى والفقر، والتوفيق والفشل، وفي كل الأحوال… الذي يتوجه إلى الله بالدعاء العريض عندما يكون في ضيق وأزمة، ثم ينسب بعد ذلك الفرج الذي ناله لغير الله تعالى، هذا النموذج هو نموذج النفاق والانحراف، وانطلاقا من هذا، فإننا نحيي المقاومة بأنها حافظت على تواضعها وبساطة أدائها قبل النصر وبعده، وقبل القوة المخبوءة وبعدها، إن البعض يتهم المقاومة بأنها تتصرف بفائض القوة وتتعامل مع الآخرين من موقع المنتصر… نعم قد تحصل بعض الأخطاء وبعض التجاوزات، ولكن القاعدة التي تثبتها الأحداث المتلاحقة أن المقاومة تحافظ على أدائها بوتيرة متشابهة، وآخر الأدلة أن يعلن قائد المقاومة أنه خلف قرار الدولة في موضوع الغاز وترسيم الحدود البحرية، رغم ما يعلمه عن الدولة وتفككها، والاتهامات التي تحاصر رئيس الجمهورية، بأنه سيضحي بكل شيء من أجل رفع العقوبات عن صهره، والاتهامات التي تحاصر رئيس الحكومة بأنه يخشى على مشاريعه واستثماراته في الخارج إذا ما خالف الإملاءات الأمريكية، الخ…

إن أداء المقاومة في لبنان ينبغي أن يتخذ نموذجا للحركات التحررية، أنموذجا للثبات على المبدأ والأخلاق، وعلى الأخصام أن يعترفوا بذلك وألا يكابروا ويكذبوا على أنفسهم وجمهورهم.

نعم نحن في أزمة، ورغم أن حزب الله اليوم متهم بضعف الأداء إزاء ازمة الغاز وترسيم الحدود البحرية، بل ومتهم بالتخلي عن واجباته، لكننا على ثقة أن المقاومة ستقوم بواجبها الكامل إذا اقتضى الأمر، وسيعود الأخصام و “الأعداء” مرة أخرى ليتحدثوا عن قرار السلم والحرب وعن السيادة وعن فائض القوة عند حزب الله بل وعن ديكتاتوريته وتسلطه، يعني ان الاتهامات مستمرة ودائمة سواء أدى أداءً متواضعا أو غير ذلك.

وباختصار فإن الموقف اللبناني الرسمي بدا ضعيفا ركيكا قبل وصول المبعوث (عاموس هوكشتاين) ثم تحسن خلال وجوده في لبنان فظن الموقف الرسمي موحدا، واستحق “تهنئة” هوكشتاين، ولكن لا يزال دون المطلوب، لا يزال المسؤولون يعيشون حالة من الخوف والحذر من العقوبات الأمريكية، فيما أنهم يستطيعون أن يتخذوا أقوى المواقف وأوضحها باعتبار أن المقاومة خلف الموقف الرسمي وتدعمه بكل ما تستطيع… ولكن، على ما يبدو، فإن الضعف جزء من صفة أكثر المسؤولين…

على المقاومة أن تدفع الموقف اللبناني إلى الأمام… ويفترض أنها ستتدخل في الوقت المناسب وبالسلاح المناسب عندما يقتضي الأمر ذلك.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في لندن ينشر فيلم سمي (أميرة الجنة) عن السيدة فاطمة رضي الله عنها، المقصود منه إثارة الفتنة السنية الشيعية واثارة الأساطير التي تحاك في هذا الصدد وتقديمها للجمهور كأنها حقائق… جمهور المسلمين في إنكلترا يعلم حقيقة هذا الامر ويعلم أن المخابرات البريطانية تدعم في نفس الوقت المتطرفين من الجهتين، بل تضع في نفس المبنى القنوات “السنية” المتطرفة التي تثير الفتنة المذهبية وكذلك القنوات الشيعية المتطرفة التي تثير الفتن بدورها… ان اثارة الفتن والتفريق بين الناس هو الخطة التاريخية للاستعمار الذي عبر عنه منذ قرنين من الزمن بقوله (فرق تسد) فعلى العقلاء أن يكونوا واعين.

وكذلك في الهند يتطاولون على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن الموقف الشعبي ألزم المسؤولين بالاعتذار والتراجع، والحمد لله رب العالمين.

رابط فيديو: خطبة الجمعة: 17-6-2022: https://youtu.be/7mAY1BCQ1ks