بسم الله الرحمن الرحيم
موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:
بتاريخ 4 ذو القعدة 1443هـ الموافق له 3 حزيران 2022م
ذكرى وفاة الإمام الخميني (33سنة)
في الذكرى الثالثة والثلاثين لرحيل الإمام الخميني، لا بد من فتح هذا الملف الكبير الذي يحتوي على ثورة وقيادة، ومذهبية وحروب وحصار وإحباطات وآمال الخ…
من حق أي مصلٍّ أن يقول: ما شأننا بهذا الأمر؟ هذا الأمر لا يعنينا ولا يهمنا، إنه قائد شيعي نخالفه في عقيدتنا وفقهنا كما نخالفه في قوميتنا العربية وانتمائنا إلى الأمة العربية الخ…
نقول ينبغي أن نأخذ هذا الكلام بعين الاعتبار فنناقشه مناقشة هادئة قائلين:
إن هذا القول صحيح من جانب، وخاطئ من جوانب كثيرة، فهو أشبه بدفن الرؤوس في الرمال، أو إنكار الحقيقة التي تحاصرك والركون إلى الوهم والخيال، الخ، فمن كل النواحي نحن معنيون…
فالإمام الخميني رفع لواء الإسلام، وهذا يعنينا سواء بالاتباع أو الإصلاح، كما أنه جعل من أولوياته المقاومة، وصولا إلى زوال إسرائيل، وهذا يعنينا ، خاصة وأنه رفع هذا الشعار لدى خروج مصر من الصراع، وكأن الآية الكريمة تنطق بهذا الموضوع (وان تتولوا يستبدل قوما غيركم…)، وآيات كثيرة بهذا المعنى.
كما أننا في لبنان بشكل خاص معنيون، فإن من التحق بثورته يناهزون بعددهم ثلث الشعب اللبناني، فكيف لا يعنينا الأمر…
وأهم ما في الأمر أن ثورة الإمام الخميني وضعت الإسلام على الخارطة السياسية، حيث لم يكن ثمة ممثل للدعوة الإسلامية على ساحة العالم… فإذا بالامام يرفع شعارات اسلامية تستند إلى المفاهيم الإسلامية الجامعة، بعيدا عن الاصطفاف المذهبي أو العرقي أو القومي… فلقد دعا إلى وحدة الأمة الإسلامية في مواجهة الاستكبار العالمي وعلى رأسه أمريكا، وسمى أمريكا الشيطان الأكبر، فيما كانت أكثر الجهات التي تدعي الإسلام تنتمي بشكل أو بآخر إلى المعسكر الأمريكي بحجة مخالفة دعوى الإلحاد التي يتبناها الاتحاد السوفييتي سابقا…
لقد وضحت الرؤية السياسية عند الإمام الخميني كما لم يحصل مع أي قائد اسلامي أو عربي معاصر، فأكد على مواجهة الاستكبار، كما تحدث بيقين عن زوال اسرائيل، والتزم دعم المقاومة منذ بدايات عمله السياسي منذ العام 1963، وأكد ذلك عندما كان في النجف ومارس التزامه هذا منذ الانتصار إلى الآن…
وهذا لم يحصل مع أية جهة دعمت فلسطين ومقاومتها… نعم إن المشكلة المذهبية تفاقمت بشكل او بآخر بانتصار الثورة الإسلامية، وإنما كان هذا مفتعلا وممولاً أمريكيا بل صهيونياً، وإننا نتهم كل الجهات التي حاربت إيران بحجة الخلاف المذهبي أنهم يقومون بذلك تنفيذا للأوامر الأمريكية والصهيونية، وليست التزاما بمذهب أهل السنة أو دفاعا عنه.
ولو كانوا حريصين على مذهب أهل السنة لقاموا بتطبيقه ولاتخذوا عمر بن الخطاب نموذجا لهم، لكنهم ليسوا في وارد تطبيق شرائع الإسلام، فكلهم صنيعة الأمريكي ومن خلفه الصهيونية.
ويبقى أن ميزان صلاح أية جهة هي فلسطين، وبالتالي فإن دعم المقاومة اليوم في ظل تراجع العالم العربي والإسلامي أمر هام جدا، حيث تتسابق الدول والحكومات على طريق التطبيع والاستسلام واسترضاء الصهيونية بوضع المقاومة على لائحة الإرهاب، فيما أن إيران تتحمل أعباءً هائلة وحروب بسبب دعمها للمقاومة.
فلسطين اليوم بمقاومتها أقوى من أيه قوة سابقة، وشعب فلسطين الصامد المجاهد المتمسك بالأرض والمقدسات يحقق النصر تلو النصر، ولا يتلقى أي دعم من أية جهة إلا من إيران، ولا يستطيع المتعصبون والعملاء أن يروا ذلك.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وللذين يشعرون بشيء من الإحباط، معتبرين أن ردة الفعل على مسيرة الأعلام الصهيونية لم تكن على مستوى التوقعات… نقول: لنا ملء الثقة بقيادة المقاومة وحكمتها، وأن رفع العلم الفلسطيني من خلال الطائرة المسيرة والبالونات والمسيرات، وأيضا رفع العلم الفلسطيني في الجامعات والمؤسسات التابعة للصهاينة، كل ذلك يؤكد أن الرد على مسيرة الأعلام الصهيونية قد حصل… ويكفي أن الصهاينة يتجهون لإصدار قانون يجرّم رفع العلم الفلسطيني ويعاقب حامله… يكفي هذا لنؤكد أنهم مأزومون من رفع العلم الفلسطيني ويشعرون بهزيمتهم.
رابط فيديو: خطبة الجمعة: ٣-٦-٢٠٢٢: https://youtu.be/1v7sO3mBdz0