ذكرى التحرير، المبعوث الأوروبي، مسيرة الأعلام

بسم الله الرحمن الرحيم

موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:

بتاريخ 26 شوال 1443هـ الموافق له 27 ايار 2022م

ذكرى التحرير

سنتحدث اليوم عن ثلاثة عناوين: ذكرى التحرير، المبعوث الأوروبي، مسيرة الأعلام.

في ذكرى التحرير (22) نؤكد أن التاريخ يكرر نفسه، فخروج (بني قينقاع وبني النضير وبني قريظة) من جوار المدينة المنورة خلال سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم هو نفسه اليوم تقريبا، فلقد تكرر الأمر عند انسحاب الصهاينة من شبه جزيرة سيناء عام 1980، وانسحابهم من الجنوب عام 1985 وانسحابهم عام 2000، و2005 من غزة، ونهايتهم القريبة باذن الله… يتكرر السيناريو ويبرز خلاله القدر الإلهي المحتوم، وكيف يقدر الله الأمور بإلغاء دور البشر جميعا عندما يكون الأمر قدرا الهيا…

والآية الكريمة من أوائل سورة الحشر تصف هذا الانسحاب المتكرر بنفس الأوصاف: (هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر، ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله…)، الوصف نفسه يتكرر، ما ظننتم أن يخرجوا… ثم غرورهم بأنصارهم وقوتهم والتأكيد الرباني على أن القدر بيد الله.

مسيرة الكيان الصهيوني منذ 74 عاما، بل مسيرة الصهيونية منذ 125 عاما، تسير وفق وصف قرآني واضح، نهايته واضحة وهو زوال العدو الصهيوني، وعودة من سيبقى منهم حيا إلى مواطنهم الأصلية.

العنوان الثاني: المبعوث الأوروبي (سفين كونبلاند) الذي قابل الرؤساء الثلاثة قبيل الانتخابات ولم يُعلن وقتها مضمون الرسالة التي حملها لتنشر اليوم ، ليتبين أنها رسالة تهديد للبنانيين ، نؤكد ما قاله ويقوله المسؤولون الأمريكيون منذ أيام ترامب إلى الآن، وهو الطعام مقابل الاستسلام: ستجوعون أيها اللبنانيون، وسيهدم اقتصادكم وتنخفض عملتكم وتمنعون من استخراج نفطكم، وستحرمون رغيفكم حتى تخضعوا للضغوط الأمريكية الأوروبية، وعلى رأسها التفاوض مع العدو وصولا إلى حل يلغي المقاومة ويؤمن المصلحة الصهيونية.

ولا يزال كما ذكرنا في الأسبوع الماضي، كثيرون يتغافلون عن هذه الحقيقة ويركزون على الفساد دون الأسباب الداخلية للأزمة الاقتصادية، فيما الأمريكي كما السعودي كما كل أعداء المقاومة يصرحون علنا، ومرة بعد مرة، ويؤكدون دورهم في الحصار الاقتصادي والأزمة المعيشية في لبنان.

ينبغي على الذين يطّلعون على هذه الحقيقة الواضحة أن يحزموا أمرهم، وأن يوحدوا الفوف لمواجهة المؤامرة الأمريكية… فمهما كانت المؤامرة كبيرة فإن وحدة الصف ستحبط أقوى المؤامرات.

وصولا إلى العنوان الثالث: العالم كله تقريبا: أصدقاء الصهاينة كما الأخصام والأعداء يحذرون الصهاينة من مسيرة الأعلام (يوم الأحد القادم) ولن يكون إلا ما قدره الله… إنه تغطرس الصهاينة ووزيادة كبريائهم وإصرارهم على هذه المسيرة، معنى ذلك أن صواريخ المقاومة ستنطلق من كل مكان، وستتفاجأ اسرائيل كما سيتفاجأ العالم بأسلحة غير متوقعة تدك معاقل الصهاينة وتؤكد هواجسهم بأن نهايتهم المحتومة أصبحت قريبة، وستكون معركة طاحنة ندفع فيها نحن أيضا ثمنا باهظا، ولكنها ستكون مقدمة للحلقة الأخيرة وهو زوال إسرائيل… الذي سيكون – والله أعلم- بأبسط سلاح وأقل التفاصيل، لأن الصهاينة يعلمون علامات النهاية التي لن يستطيع أحبارهم إخفاءها عن جمهورهم.

كل ما ذكرنا لنؤكد ما يؤكده القرآن دائما، هو أن مفاصل التاريخ الرئيسية بيد الله، لن يقرر البشر حربا لا يريدها رب العالمين، ولن يستطيعوا سلاما لا يريده الله…

كل الآيات التي تصف لنا الغزوات: بدر وأحد وصولا للأحزاب وغيرها، تؤكد “التدخل” الإلهي المباشر لتسيير الأمور…

فليبلغ كيد الأعداء المتآمرين أعلى ما يمكن، لن يكون إلا ما يقدره الله تعالى.

رابط فيديو: خطبة الجمعة: 27-5-2022: https://youtu.be/BPj631qv1Xc