بسم الله الرحمن الرحيم
موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:
بتاريخ 21 رمضان 1443هـ الموافق له 22 نيسان 2022م
تاريخنا واليوم
في ذكرى فتح مكة في العام الثامن للهجرة، والذي يصادف في الواحد والعشرين من شهر رمضان، ثمة مشهد يشبه مشهداً معاصراً، ذلك انه في العام السادس عندما تم توقيع صلح الحديبية، على كُره من المؤمنين، خاطب مندوب المشركين، سهيل بن عمرو رسول الله صلى الله عليه وسلم بصلفٍ وجفاء وأملى شروطاً شديدة على المسلمين وبعد عامين، بعد ان استغل المسلمون كل دقيقة، في هاتين السنتين، في الدعوة الى الله في كافة انحاء الجزيرة العربية، ولم يتكلوا او يفوتوا أية فرصة لنشر الاسلام واكتساب الحلفاء، بعد عامين فقط، اصبح موقف المسلمين مميزاً، فرفض رسول الله صلى الله عليه وسلم استقبال ابي سفيان وأملى شروطه وحدد وقت الدخول الى مكة ولم يستطع المشركون شيئاً حيال ذلك.
اليوم نسمع الناطقين باسم المقاومة، والمرابطين في المسجد الاقصى، يتحدثون بلهجة الواثق، بلهجة التهديد والوعيد للعدو الصهيوني ويملون عليها الشروط، فيما الاسرائيليون لم يتركوا عربياً ولا اميركياً ولا اوروبياً يمكنه التوسط مع المقاومة الا وطلبوا منه التدخل حتى لا تطلق المقاومة صواريخها وتنفذ وعيدها، لقد انقلبت الادوار بعدما رأينا الملوك والرؤساء والحكومات يستجدون السلام المزيف من العدو الصهيوني، والصهاينة يملون شروطهم ومن يزعمون تمثيلنا يخضعون، وها هي ايضاً اسرائيل تمنع المستوطنين من تنفيذ مؤامرة “القربان” الاسبوع الماضي وتمنع مظاهرة الاعلام هذا الاسبوع، تحت ضغط التحرك الشعبي العارم في القدس وسائر فلسطين، فيما نرى عدد المصلين في المسجد الاقصى في صلاة الفجر يوازي عدد المصلين في صلاة الجمعة، رغم الحصار والمضايقات والرصاص المطاطي وقنابل الغاز … الخ.
لقد حصل هذا التغيير ببركة جهاد المجاهدين ودماء الشهداء الابرار الميامين، ان الذي يحصل انما هو بشرى للمؤمنين: لقد سلكت اسرائيل طريق زوالها.
نستنكر خلال استبشارنا بالخير الكثير القادم من فلسطين ، نستنكر التهويد الذي يحصل في الامارات بانشاء حي يهودي، وانشاء خطوط طيران جديدة مع الكيان الصهيوني وتسهيل سياحة السائحين الصهاينة … الخ، كما نستنكر ادعياء الاسلام الذين يفجرون المساجد في افغانستان وغيرها، وقد علم الجميع ان داعش والنصرة وامثالهما هم صنيعة الاميركي وتمويل الرجعية العربية … الخ.
نستنكر هذه المظاهر السيئة والمؤلمة ، ولكنها لا تغطي الخير الذي تحمله فلسطين بجهاد ابنائها وصمودهم الاسطوري.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نستطيع ان نلخص مشهد الانتخابات في لبنان بكلمة واحدة او كلمتين (سباق الاكاذيب)، لم نشهد حجماً من الاكاذيب اكثر من هذا الموسم، خاصة اوليك الاقزام الذين يتطاولون على المقاومة بكل وقاحة، ولقد أكد لنا مطلعون أن السفيرة الاميركية تتابع اللوائح والمرشحين بنفسها، وتؤكد لزوارها أن أي صوت يُعطى للوائح المقاومة وحلفائها هو صوت مضاد لاميركا، وأن أي صوت يُعطى للوائح المعارضة للمقاومة، كائنا من كان، هو صوت يُعطى لاميركا ولسياستها في المنطقة، اميركا تعول كثيراً على هذه الانتخابات، ونحن كذلك نعول عليها لنؤكد ان الحملة الظالمة على المقاومة لن تفلح في تقليل عدد انصارها وجمهورها.
رابط فيديو: خطبة الجمعة: 22-4-2022: https://youtu.be/z6HIftL7_q4