بسم الله الرحمن الرحيم
موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:
بتاريخ 7 رمضان 1443هـ الموافق له 8 نيسان 2022م
ديزنغوف ؟!
ان يختار المقاومون الشارع الاهم في تل الربيع (ابيب)، شارع (مائير دينغوف)، وهو الذي يوازي الشانزيليزيه في باريس او اكسفورد في لندن او منهاتن في نيويورك… الخ، وهو بالتالي أهم شارع في داخل الكيان الصهيوني، فانه اختيار له دلالته وأهميته.
كما ان اسمه في غاية الاهمية، ذلك ان (مائير ديزنغوف) هذا هو المؤسس الاول وصاحب فكرة الاستيطان في ضاحية يافا الشرقية، تلك الكثبان الرملية التي تحولت الى أول مجمع يهودي صهيوني منذ العام 1909.
بدأ بالاستيطان او بالاغتصاب 62 عائلة صهيونية فقط في الوقت الذي كان فيه المستعمر البريطاني ينشب اظافره في المنطقة ويستطيع ان يخلع السلطان عبد الحميد عن عرشه، ليزيل هذه العقبة من طريق الصهاينة، فكما هو معلوم، لقد شكل السلطان عبد الحميد سداً منيعاً في وجه الاستيطان الصهيوني من خلال موقفه الواضح من هرتزل واغراءاته.
نفذ المقاومون عملية مميزة في العام 1994، تفجير باص في هذا الشارع بالذات، واليوم قام هذا البطل بهذه العملية المميزة…
لقد ارتقى الشهيد (رعد فتحي حازم) الى مراتب الشهداء العظام باذن الله، بهذه العملية المميزة، التي تؤكد تذكير الصهيوني بأنه غاصب، وأن وجوده مؤقت، وأن كيانه زائل… كما ان جنين تثبت مرة اخرى انها قلب المقاومة ومنجم الابطال ودرة الصمود الفلسطيني.
من المكان الذي يتفاخر فيه الصهيوني انه حوّل الصحراء الى عمران وبنيان، ومن المكان الذي يتفاخر فيه الصهاينة بالنشاط الاقتصادي والتفوق المميز، نستطيع ان نتفاخر عليهم بأنهم يعيشون في سراب وأن مشروعهم فاشل رغم كل الدعم العالمي الذي يتلقونه.
ويزيد من أهمية هذه العملية، أنها في شهر رمضان، شهر الجهاد، شهر التقرب الى الله.
ونحن هنا ندعو أمتنا الى الاعتماد على نفسها وسلاحها وثقتها، وعدم الاعتماد على ما يسمونه المجتمع الدولي، هذا المجتمع الظالم الذي اوقع خلال شهر من الزمن عقوبات هائلة على روسيا واخرجها من المجلس العالمي لحقوق الانسان التابع للامم المتحدة، فيما الظلم الصهيوني مستمر منذ 74 عاماً لم يحرك المجتمع الدولي ساكناً، بل يستمر في دعمه المجرم للكيان الصهيوني الغاصب، كما ان العدوان السعودي على اليمن المستمر من اكثر من سبع سنوات، لم يجعل هذا المجتمع يتحرك لرفع الظلم المتمادي على الشعب اليمني الذي يكاد يباد عن بكرة ابيه.
ولينظر العالم الى باكستان، حيث تريد اميركا ان تنشيء قواعد عسكرية جديدة، ويقف عمران خان في وجههم بثبات ورسوخ، ويأبى أن يصبح ألعوبة في يد الاميركي، لقد رأى ماذا حل بعملاء اميركا والمتعاملين معها، ومن يخونون اوطانهم.
هذا منصور هادي يقال اليوم وسيصبح على هامش التاريخ تلاحقه لعنة الاجيال، لقد خان بلاده وشارك في العدوان عليها، كيف سيمحو التاريخ هذا العار عنه.
رابط فيديو: خطبة الجمعة: 8-4-2022: https://youtu.be/PayNb_FS0T4