بسم الله الرحمن الرحيم
موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:
بتاريخ 15 شعبان 1443هـ الموافق له 18 اذار 2022م
الشيطان الاكبر (!)
اذا تم الاطلاع على بعض الاسرار السياسية وما يتم الحديث عنه في الكواليس، قد تصبح الصورة اوضح بكثير، فعندما نقرأ مثلا محاضرة لسياسي ايطالي – اوروبي وأكاديمي أيضاً متعدد المهام والاختصاصات، يتحدث عن سيناريو الحرب بين روسيا واوكرانيا في العام 2015، وكأنه يعيشها اليوم، عندها ينبغي ان نتأكد أن ما يحصل ليس نتيجة خطأ عارض او سياسة مرحلية، بل هو تخطيط امبريالي هائل يتم وفق خطوات متلاحقة.
لقد تكلم (جولييتو كييزا) في العام 2015 عن امور تحدث اليوم، وأكد أن اميركا تدعم النازيين الجدد ليكونوا مخلب قط في وجه روسيا، وانهم سيعمدون الى تصعيد التوتر في دونباس، وان المقصود ليس اوكرانيا فقط، بل المقصود أن تدمر اوروبا – القارة العجوز، حسب التعبير الاميركي، وتدمر روسيا، حتى تعود اميركا المتحكمة في العالم ، لقد كانت تطمح الى عالم وحيد القطب بعد سقوط الاتحاد السوفييتي، ولكن سياسة (بوتين) لم تكن مثل سلفه (يالتسين)، مستسلماً للسياسة الاميركية، فبدؤوا بخطوات شيطانية ، يحرّضون الروسي من جهة ويستفزونه، ويُغرون الاوكرانيين أو أفرقاء منهم، ولم يستطع العقلاء ان يقفوا في وجه هذا التحريض المتبادل ، فكان ما كان.
كيف يستطيع انسان، قائداً أو مقوداً أن يرضى لبلده أن يزدهر ويتقدم على حساب الآخرين، بل أن تدمر قارة بكاملها بحرب مفتعلة تُستدرج اليها، من أجل أن يتفرد بالسيطرة على العالم، هذا هو الشيطان الاكير.
ليس المقصود من الحرب اوكرانيا فقط، بل المقصود أوروبا بأسرها والمقصود حرب عالمية، تأكل الاخضر واليابس، لتنهض اميركا من حالة التراجع الاقتصادي الذي تنحدر اليه، وهنالك ما يشبه حالة اليوم، حيث وقعت اميركا في ازمة كساد اقتصادي غير عادي في العام 1930، ولم تستطع ان تنهض من ازمتها حتى اندلعت الحرب العالمية الثانية، بعد ذلك بتسع سنوات، وازدهرت تجارة السلاح … الخ.
تريد اميركا ان تجدد هذا السيناريو، ولكن للاسف، اوروبا واكثر العالم يصدقون الاعلام الاميركي ويكذبّون انفسهم، ولا يستوعبون الخطر القادم عليهم.
هذا لا يعني اننا مع الحرب ومع الاخطاء التي تترافق مع الحروب والتهجيروالمآسي، وما سيصيبنا ويصيبهم من نقص في المواد التي تصدرها اوكرانيا … الخ، ولكن لا بد من وضع الامور في نصابها.
وكذلك في لبنان تشترط اميركا علناً أن نخضع للاملاءات الاميركية في ترسيم الخط البحري لمصلحة اسرائيل، وكل ما يخدم مصلحة اسرائيل، وتجعل ذلك شرطاً للسماح بالغاز المصري والكهرباء الاردني بالوصول الى لبنان، ولا يزال هنالك عدة جهات في لبنان لا تزال تراهن على اميركا وتريد ان تربط مصيرنا بالسياسة الاميركية، ويرفضون كل ما يمكن أن “يزعج” أميركا حتى لو كان لمصلحتنا بشكل كامل، مثل المشاريع المفيدة التي تعرض علينا من الصين او روسيا او ايران … الخ.
كذلك يسير ركب كبير من السياسيين في لبنان، في ركب مواجهة المقاومة وتوجيه الشتائم اليها وكأنها (آفة) كما تحدث احد الساقطين، وهي في واقع الامر تاج على رؤوس الشرفاء والواعين من الناس.
لقد قلنا في الاسبوع الماضي أن كثيراً من الأمور تخفف من قيمة هذه الانتخابات، هذا ان حصلت، وعلى رأسها تلك المبالغ الهائلة التي تدفع لتحريض اعداء المقاومة وفق الاجندة الاسرائيلية – الاميركية.
رابط فيديو: خطبة الجمعة: 25-3-2022: https://youtu.be/hdCsRGeIoMQ