بسم الله الرحمن الرحيم
موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:
بتاريخ 15 شعبان 1443هـ الموافق له 18 اذار 2022م
اي انتخابات ؟
لقد فقدت الانتخابات، المنوي اجراؤها كثيراً من قيمتها لعدة اسسباب:
السبب الاول: ألغى محمد بن سلمان رأي وانتماء جزء وازن من اللبنانيين، قد يصل الى الربع، بقرار منه ولأسباب غير لبنانية بشكل رئيسي، فعندما تتدخل جهة خارجية، كائناً ما كانت، بإلغاء فريق وازن من اللبنانيين، معنى ذلك ان البرلمان القادم لن يمثل كل اللبنانيين، هذا بغض النظر عن رأينا وموقفنا السياسي من هذا الفريق او ذاك.
والسبب الثاني: الانفاق الهائل الذي تنفقه اميركا ومن معها، لتشويه صورة المقاومة والمنتمين اليها، اموال غير محدودة تنفق على سياسيين ووسائل اعلام ومراكز ابحاث مزعومة، بهدف شيطنة المقاومة وسلاحها ، ومحاصرة المؤيدين لها.
والسبب الثالث: سيف العقوبات المسلط على رؤوس بعض السياسيين الذين يعارضون السياسة الاميركية ويؤيدون المقاومة.
والسبب الرابع: الجمعيات غير الحكومية التي لا تبتغي الربح NGO، كما تسمى، وهي تساهم بدورها في تشويه الصورة السياسية والاتجاه السياسي لمن يستفيد منها، خاصة وانها توزع هي بدورها اموالاً طائلة لدفع الامور في الاتجاه الذي يخدم مصالح الممولين.
والسبب الخامس: التشويه الذي حصل لشعارات “ثورة” 17 تشرين، وكيف تم التلاعب بها، بحيث انها توجهت في الاتجاه الذي يخدم السياسة الاميركية في لبنان والمنطقة، بغض النظر عن اخلاص بعض من شارك فيها وارتباط البعض الآخر.
والسبب السادس: الوضع الاقتصادي والنمعيشي الصعب ، الذي يجعل الرشوة أكثر تأثيراًـ، كما أنه يجعل الانتخابات أمراً قانونياً بالنسبة لأصحاب الحاجات الملحة.
ومع ذلك نقول لو ان المواطنين اقترعوا بكثافة لاصبح من الممكن محاصرة المؤامرة المتعددة الوجوه والابعاد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
امة وسطا: في 15 شعبان حصل تحويل القبلة من القدس الشريف الى الكعبة المشرفة، وقد ترافق ذلك مع “شعار” رباني ورد في الآية التي أمرت بالاتجاه الى الكعبة ألا وهي: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ …) (البقرة 143).
لقد أكد تحويل القبلة على شخصية المسلمين المميزة، فهم ليسوا أتباعاً لشريعة سبقت، انما يتممون الرسالات السابقة، يؤكدون الصحيح وينسخون السيء والمزور… دور الامة الاسلامية ان تكون شاهدة على الامم تحدد الصحيح من الخطأ، تلعب دور الحكم والشاهد والقائد، هكذا هو المفروض، ولكن الواقع اليوم يختلف كثيرا، فأمة الاسلام تابعة في كل شيء، ممنوع عليها ان تزرع قوتها وقمحها، وان تصنع أقل الاشياء، فكيف بالسلاح والعتاد والصناعات الثقيلة.
لقد استطاعت ايران ان تخرق هذا الواقع الاليم، فها هي الضربة الموجعة الموجهة لمركز المخابرات الاسرائيلي في اربيل، تفاجئ الجميع وتربك العدو الصهيوني وعملائه، وتخلط الاوراق في المنطقة ككل وتشفي صدور قوم مؤمنين.
في المقابل تم انزال العقوبات على روسيا، بسبب “اعتدائها” على اوكرانيا، فيما أن الصهاينة يعتدون منذ 74 عاماً او يزيد على الشعب الفلسطيني والشعوب العربية وهم يتلقون الدعم غير المحدود.
فأين العدالة واين حقوق الانسان؟…
وكذكلك لقد تم اعدام 81 شخصاً في السعودية دون محاكمة عادلة، وبخرق واضح لابسط مفاهيم الشريعة الاسلامية التي تؤكد على قاعدة قانونية كبرى عنوانها (ادرؤوا الحدود بالشبهات)، اي امنعوا تنفيذ العقوبات بالبحث عن اسباب تحفيفية، فهل يمكن ان تكشف هذه المحاكمات؟ هل يمكن ان يطّلع “العالم الحر” على هذه المحاكمات و”اعترافات” هؤلاء؟ انها مهزلة كبرى، خاصة عندما يصمت عنها الغرب الا ببيانات خجولة، فيما يأتي غداة هذه الجريمة رئيس الوزراء البريطاني ليطلب زيادة انتاج النفط من السعودية، كأن شيئا لم يكن.
لو ان مثل هذه “الجريمة” نفذت في سوريا او ايران او الجزائر او اي دولة لا تسير في الركب الاميركي، لقامت الدنيا ولم تقعد… ولكن ابن سلمان الذي ينفذ رغبات الاميركي والصهيوني في المنطقة، فكل جرائمه (مغفورة) بل (محمية) في نظر الغرب المجرم.
اما عن القضاء في لبنان فنقول: بالتأكيد فان رياض سلامة وشقيقه يستحقان العقوبات القصوى، ولكن ستبقى العدالة مشوهة ان طالت البعض وغفلت عن البعض الآخر، وان كان بعض القضاة يلاحقون الفساد فيما قضاة آخرون يحمون الفساد، نتمنى أن يكون القضاء بعيداً عن التجاذبات السياسية التي أيضاً تشوه العدالة وتبعدنا عن الاصلاح الحقيقي.
رابط فيديو: خطبة الجمعة: 18-3-2022: https://youtu.be/LPLJOwlYE0k