اميركا تتلاعب بالعالم

بسم الله الرحمن الرحيم
موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:

بتاريخ 1 شعبان 1443هـ الموافق له 4 اذار 2022م

اميركا تتلاعب بالعالم

ينبغي النظر الى الازمة بين روسيا واوكرانيا من باب المكر والدهاء الاميركي والقدرة الهائلة في اجهزة المخابرات، حيث ينبغي ان نكون متأكدين ان الاميركي استدرج الروسي للدخول الى اوكرانيا، كما استدرج صدام لاحتلال الكويت، حتى يصبح في يده مادة للحرب عليها، سواء كانت حرباً بالمباشر بالعقوبات أم بأمور أخرى.

وقبل ذلك استدرج الاميركي الاوكراني لكي يخرج من التبعية الروسية ويخالف الاتفاقات المعقودة ليحلم بالترف وتقليد الغرب وما يحمل ذلك من احلام وردية، خاصة لمن قضى عمراً تحت الحكم السوفياتي المتقشف.

وهو ايضاً استدرج الاوروبي ليدعم الاوكراني رغم انه المتضرر الاول من العقوبات: فقد اجمع المراقبون أن العقوبات المفروضة على روسيا يتضرر منها الاوروبي اكثر من الروسي نفسه، وكثير من دول العالم.

الاميركي اذن يتلاعب بالعالم كله، بالروسي والاوكراني والاوروبي، وتلك الدول والجهات التي يتكرر ما تقوله واشنطن كالببغاء دون وعي ودون ارادة.

انه لمن المستبعد كثيراً ان يصل العالم الى هذا المستوى من الفهم والوعي، وغالبية الدول والحكومات تسير مع الاميركي، إما خوفاً منه أو ضعفاً بما يملك من امكانيات، وهذا بالتأكيد ينسحب على عالمنا العربي الذي فقد المناعة السياسية، واصبحت الغالبية العظمى، تسير في ركب الاميركي بكل ما يرتكب من موبقات.

وانظروا الى العدل الاميركي، حيث يمارس الظلم المتمادي في كل انحاء العالم، ويقبل لنفسه ما لا يرضاه للآخرين، فالاميركي مسموح له ان يبحث عن امنه في كل انحاء العالم، وممنوع على الروسي ان يبحث عن أمنه في الدولة المجاورة التي تشكل جزءاً من التاريخ والجغرافية الروسية، فضلاً عن اللغة والروابط وما الى ذلك.

كذلك فإن الاميركي يحتل جزءاً من سوريا وينهب بترولها دون ان يدين ذلك احد، هكذا تتحرك العدالة الدولية وفق المنظور والمصلحة الاميركية، مستهزئة بالعقل البشري وبحقوق الشعوب وبالشعارات الكبرى التي ترفعها، من هنا نجد أن تشبيه اميركا بالشيطان الاكبر تشبه بليغ، حيث ان الشيطان يوسوس لابن آدم ثم يتنصل من نتائج هذا الامر ليصبح الانسان حبيس اخطائه، وان الآيات الكريمة تصور لنا في عدة مواضع كيف يتنصل الشيطان يوم القيامة من الذيبن وسوس لهم.

وكذلك السياسة الاميركية، ولا تزال ماثلة في الاذهان صور الانسحاب من فيتنام الى افغانستان وما بينهما، وواضح كيف يتخلى عن “حلفائه” أي عملائه.

ستبقى المقاومة وحلفاؤها بعيدة عن وساوس الاميركي واحابيله، وانا نؤكد – بحول الله– ان كل شيء سيتحول الى عكس الاهداف التي يخطط لها الاميركي، ليصبح ذلك مقدمة بتحقيق الوعد الالهي بزوال اسرائيل قريباً باذن الله.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كما ننصح السياسيين في لبنان الانتباه الى الوساوس الاميركية، سواء لجهة الحدود البحرية، أو الانجرار الى الحرب على المقاومة، بالاكاذيب والاباطيل وتزوير الوقائع.

نحذر من هذا بكل وعي، مؤكدين أن كل المؤامرات سترتد على المتآمرين، قريباً باذن الله.

رابط فيديو: خطبة الجمعة: 4-3-2022: https://youtu.be/KK2N0tiNaaE