بسم الله الرحمن الرحيم
موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:
بتاريخ 24 رجب 1443هـ الموافق له 25 شباط 2022م
الاسراء مرتبط بزمننا
ان من أهم ما تهدف اليه معجزة الاسراء والمعراج ان ترتبط بالقدس برسالة محمد صلى الله عليه وسلم، فهو بالاسراء ورث القدس التي هي ميراث الانبياء، والامر الثاني مباشرة اشارة ربانية واضحة الى ارتباط القدس ببني اسرائيل، والمهم ان نعلم انه لم يكن ثمة علاقة بين بني اسرائيل والقدس ابان الاسراء والمعراج، بل كان اليهود ممنوعين من دخول القدس، وكان شرط البطريرك صفرونيوس وقتها (اي بعد حوالي 18 عاماً من المعجزة) على سيدنا عمر ان يمنع اليهود من دخول القدس كشرط رئيسي لتسليم مفاتيح القدس.
واللافت ان آية واحدة عن الاسراء تتصدر سورة الاسراء، ثم يبدأ الحديث عن بني اسرائيل، وكـأن الله تعالى يقول لنا: انتبهوا الى بني اسرائيل، سيعلون ويفسدون في الاقصى ثم يزيلهم الله… وفي هذا من روايات اليهود ما يجعلنا نؤكد ان عُمْر هذا الكيان لن يدوم كثيراً، فرواياتهم في هذا الامر تتوافق مع فهمنا القرآني والنبوي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انه من المستغرب ان يعيد الاميركي ومن معه تشغيل المجموعات الارهابية التي كانت تنوي تفجير اماكن عبادة متعددة، فلقد فشل مشروعهم منذ سبع سنوات ونيف، وليس من عادة الاميركي ان يكرر مشروعاً فاشلاً، ولكن علينا دائماً ان ننتظر المفاجأت… ولمن يظن ان إعلان مثل هذا الانجاز الامني الضخم هو قنبلة اعلامية لتلميع قادة معنيين وتحقيق نصرٍ اعلامي ما، نقول لهم هذا مستحيل، ان الذي حصل هو انجاز حقيقي، وكذلك القبض على شبكات تجسس متعددة، وان أمن المقاومة مساهم في هذه الانجازات ويواكبها ويستحيل ان يكون هنالك فبركة اعلامية.
ونتمنى ان تستمر هذه الانجازات الأمنية، كما نتمنى ان يستمر التعاون الأمني بين الأجهزة جميعاً لتحقيق نتائج مميزة، يحتاجها الوطن والمواطن.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أين نحن؟
في كل صراع ينبغي ان يتخذ الانسان موقفاً، هذه فطرة بشرية اولاً، ثم واجب شرعي، بمعنى من المعاني: صراع بين روسيا واوكرنيا، بعيد جغرافياٌ نوعاً ما، كما هو بعيد عقيديا وحتى سياسيا بالمعنى المباشر… فأين نحن؟…
أولا: ميزان الحق والباطل: ميزان ثابت ينبغي ان يكون عليه المسلم في كل الاحوال: واجبنا ان ننصر الحق حتى لو كان المظلوم كافراً او خصماً، والآيات في ذلك كثيرة، وكذلك الاحاديث والأحكام الشرعية، فأين الحق والباطل في هذا الصراع؟ نقول باختصار ودون الدخول في التفاصيل ان اميركا هي المعتدية، فهي تحاول ان تضم اوكرانيا الى حلف شمال الاطلسي لتهدد الامن الروسي، ومن حق روسيا ان تدافع عن أمنها… ولقد كانت اوكرانيا جزءاً جغرافياً وسياسياً واجتماعياً من روسيا حتى حصل ما يشبه الربيع العربي المسيّر اميركياً، عام 2014 ليبرز اتجاه اوكراني معاد للروس يريد الالتحاق بأميركا.
المشكلة هنا ان ظاهر الامر يبدو على عكس ذلك، فقد افلحت وسائل الاعلام الغربية ان تخفي الدور الاميركي القذر في اوكرانيا منذ 2014 وقبل ذلك، فلا يظهر على الشاشات الا “الاعتداء” الروسي على اوكرانيا ويظهر الاميركي وكأنه يدافع عن العدل وحقوق الانسان، وكأنه بريء ساذج لا يرغب الا بانصاف المظلومين واحقاق الحق لأهله، ولكن حقيقة الامر لا ينبغي ان تخفى على اهل العقول الصافية، وجرائمها في اميركا اللاتينية وفي قيتنام وكوريا وسائر العالم لا تخفى على احد.
ثانيا: المصلحة: في المرتبة الثانية نسأل عن مصلحتنا، أين هي المصلحة؟ مختصر الكلام ان مصلحتنا أن تضعف السياسة الاميركية في العالم، لأنها هي التي تحمي الصهيونية والاحتلال وجرائمه المستمرة، وهي التي دمرت العراق وافغانستان وسوريا واليمن وتحاصرنا في لبنان الى آخر القائمة.
ثالثا: المآل: لا بد من خلال اتخاذ الموقف ان نبحث عن النتيجة، فما هو المتوقع؟ حتى هذه اللحظة، المتوقع محاصرة النفوذ الاميركي نسبياً في منطقتنا، وزيادة النفوذ الروسي الذي ساهم في منع المؤامرة الاميركية العالمية من ان تصل الى اهدافها في سوريا، على هذا نحن مع روسيا من ابواب ثلاثة، ثم نترقب لنرى ماذا ستكون النتائج في فلسطين بشكل رئيسي وفي منطقتنا بشكل عام.
طبعاً لا يعني ذلك انتظار النتائج للوقوف مع المنتصر كماى وثف الله المنافقين، ويكن ايضاً توقع النتائج مهم ايضاً في اتخاذ الموقف، ولقد بدأت بعض النتائج تظهر ، فها هو الرئيس الاوكراني يتحدث عن خذلان الغرب له، وهذا ما فعلته اميركا مع عملائها جميعاً من فيتنام الى افغانستان.
رابط فيديو: خطبة الجمعة: 25-2-2022: https://youtu.be/y5MgrlqPR3A