تحرير صيدا عام 1985

بسم الله الرحمن الرحيم
موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:

بتاريخ 17 رجب 1443هـ الموافق له 18 شباط 2022م

تحرير صيدا عام 1985

في الذكرى 37 لتحرير صيدا واكثر الجنوب تتكرر العبر والدروس التي تغيب عن الكثيرين، وعلى رأسها هزالة الكيان الصهيوني من جهة  وانبهار كثير من جمهورنا بقوتها وجيشها والاعلام الكاذب الذي يواكب اعتداءاتها.

واللافت ان الآيات الكريمة التي وصفت غزوة يهود بني النضير في العام الرابع للهجرة وهي في سورة الحشر: تكاد تصف ما رأيناه في عصرنا هذا عدة مرات، ومنها قوله تعالى: (ما ظنتم ان يخرجوا)، لقد كان كثيرون يظنون ان الجنوب سيتحول الى ارض محتلة مثل الجولان وستضمه اسرائيل الى خريطتها ، كما كان البعض يطنون ان قوة المقاومة اعجز من ان تواجه الجيش الصهيوني الجرار.

لقد كررنا الاستشهاد بهذه الآيات الكريمة في العام 2000 عند الانسحاب الاسرائيلي شبه الشامل من الجنوب، كما كررناها لدى انسحاب جيش الاحتلال من غزة عام 2005، وكذلك سنكررها قريبا عندما يزول الكيان قريبا باذن الله تعالى.

فموضوع زوال اسرائيل ليس متعلقا بتوازن القوى العسكرية والسياسات الدولية، بقدر ما هو متعلق بالقدر الالهي العظيم، الذي أكد لنا من خلال الآيات الكريمة حتمية زوال الكيان، السؤال الذي يشغل الجميع متى وأين وكيف؟ ونحن نقول أننا امام أحد احتمالين: اما ان تحصل هنالك حالة وعي عارمة تنقل الآية الى المستوى الذي يؤهلها لمثل هذا النصر التاريخي القريب العظيم، واما ان يعهد الله الى قلة مؤمنة  تستحق هذا النصر على طريقة انتصار داوود على جالوت وفق القصة القرآنية… وسواء كان هذا أم ذاك، فان من المؤكد أن هذا الكيان لن يدوم بالتأكيد وستشهد قريبا زواله باذن الله.

صحيح ان المشهد الحالي مؤلم عندما نرى مثلا ملوك وافراد وحكومات تهرع نحو التطبيع، فيُستقبل رئيس وزراء الكيان الصهيوني في البحرين وفي نفس الفترة التي يقوم بها الاحتلال الاسرائيلي بمحاولة آثمة لتهجير أهل حي الشيخ جراح في القدس، ويواصل اعتداءاته المستمرة في كل انحاء فلسطين.

كان يمكن لهؤلاء الغارقين في العمالة ان يستعملوا ولو جزئيا علاقتهم الآثمة مع الكيان فيطلبوا مثلا تأجيل الزيارة ريثما يتوقف العدوان على اخواننا في حي الشيخ جراح، ولكن يبدو انه حتى هذا القدر الضئيل من الايمان والوطنية والنخوة العربية قد فقدوها.

ان هؤلاء سيتجاوزهم التاريخ وسيفضحون لدى انفضاح الكيان في وقت قريب باذن الله.

ولا بد في هذا السياق ان ننوه بموقف الفاتيكان، الذي يدعو الى ازالة حزب الله من لائحة الارهاب، لان مواجهة الارهاب لا تكون بهذه الطريقة العدوانية … الخ، فتختلط الامور ما بين من يحمل قضية وطنية وبين الارهابيين الذين يقتلون بغير حساب او وازع ديني او انساني…الخ، فيما يتبارى بعض السياسيين الذين يكادون لا يمثلون الا انفسهم في اظهار حقدهم الدفين على المقاومة ، بحيث يتحدثون بلسان الصهيوني وليس بلسان احد من اللبنانيين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كما اننا نرى ان تصريح فخامة رئيس الجمهورية عن الخط 29 لم يكن موفقا على الاطلاق، فانه لا يخدم قضية التفاوض بحيث نُظهر للاميركي وللصهيوني ضعفنا وترددنا واختلاف الاجتهادات فيما بيننا، فيما العدو يصّعد ويبالغ في اعتداءته وتصاريحه، فيما ان الاختصاصيين في الجيش اللبناني كانوا قد قدّموا دراسة واضحة ومحكمة تؤكد ان الخط 29 هو الذي يضمن الحقوق اللبنانية، وسواء كان هذا الخط هو الخط النهائي أو خط بداية التفاوض، فان مثل هذا الموقف  الذي اعلنه فخامة الرئيس في وقت حساس يعتبر خطأ في الشكل وفي التكتيك ان لم نقل اكثر من ذلك.

ان كلمة الرئيس ميقاتي (بدنا نتحمل بعض)، لم تكن موفقة ايضا، لكن في نفس الوقت ليس موفقا التضخيم الاعلامي واستغلال اخطاء المسؤولين بطريقة تشوه الحقيقة وتدفع المعارضة لغير الاتجاه الصحيح… نتمنى على وسائل الاعلام ان تركز على حقائق الامور وليس على شكلياتها.

في موضوع رياض سلامة: نؤكد انه رأس الحربة في المؤامرة على الاقتصاد اللبناني وعلى قوت الشعب، فلا بد من تصحيح (شكل) المتابعة القضائية حتى لا تُستغل الثغرات في هذه المتابعة في اضعاف الموقف الواجب اتخاذه… وان كان الاميركي يهدد بما هو أسوأ، ان تمت اقالة سلامة، فعلى الجميع ان يتعاون في فضح الموقف الاميركي حتى لا يكون هذا الموقف العدواني سيفاً مسلّطاً على روؤس اللبنانيين جميعا.

رابط فيدو: خطبة الجمعة: 18-2-2022: https://youtu.be/bmYvuZJ2WMc