بسم الله الرحمن الرحيم
موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:
بتاريخ 28 ربيع الآخر 1443هـ الموافق له 3 كانون الاول 2021م
الذئب والحمل
مثل لبنان المنتصر بمقاومته، الصامد امام المؤامرات في وجه اعدائه واخصامه، كتلك القصة المشهورة التي ذكرها (لافونتين) الكاتب الفرنسي المعروف، ونظم مثلها امير الشعراء احمد شوقي، ويوجد مثلها في قصص كليلة ودمنة، قصة الذئب والحمل، حيث اخترع الذئب حججاً واهية ليأكل الحمل، ولكنه سيأكله على كل حال، وكذلك (بن سلمان) المستقوي بالمال الحرام والدعم الدولي على لبنان الضعيف، والذي لا يملك المال اللازم ليستغني عن لئام الناس… لقد اخترعوا حججاً واهية، ولكن لا بد لسياسيي لبنان، الذين لا يرون لبنان الا بمنزلة المتسول الضعيف، ولم يستوعبوا حتى الآن، ولا يبدو انهم في طريق الاستيعاب، ان لبنان ينبغي ان يكون بلداً منتجاً قوياً بمقاومته، كما بموارده ليخاطب هؤلاء المنحرفين والمطبعين من موقع الند، بل من الموقع الاعلى الذي قدم للامة ما لم يقدموه جميعاً.
هكذا وصلت الازمة المفتعلة الى هذا الحل: ان يستقيل الوزير قرداحي، وان يبقى العدوان الهمجي البربري الجاهلي مستمراً، وان تبقى الثروات تُنهب والسياسات تُنظّر للاستسلام والخضوع للاميركي والصهيوني.
ان ايمان اهل المقاومة لا بد ان ينتصر في نهاية الامر، مهما كانت المؤامرات: ان الحجة والمنطق والحق، كل ذلك لن يُفلح في وجه الذين عطلوا عقولهم وباعوها للمستكبر.
كذلك سيدنا ابراهيم عليه السلام الذي وصفه الله بقوله { وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83)} (سورة الأَنعام)، هل نفعت حجة ابراهيم عندما استطاع ان يدحض حجة المشركين؟ … لقد كان جوابهم ان القوه في النار فانقذه الله، كذلك المشرك والمعتدي والظالم لا يستطيع مواجهة الحجة بالحجة، ولكنه يواجه الحجة بالعنف وبالكذب او الفجور.
نحن في لبنان اصحاب حق في وجه باطل، وبلادنا المنهوبة المعتدى عليها صاحبة حق، ولكن المجتمع الدولي غير معني بالحق والمنطق والحجة السليمة، انه مستسلم لمنطق القوة والمال، فلا بد ان نؤيد حقنا بالقوة فضلاً عن الحجة، لان الحجة والمنطق لا تنفعان مع مجتمع يدعّي حقوق الانسان ويخترقها ويدوسها كل يوم.
ان الاسلوب الذي تواجه به الحكومة وبقية الحكم “العدوان” على لبنان لن يفلح في رد هذا العدوان، فنحن اصحاب الحق ونحن الذين نوزع الكرامة والعزة على كافة العرب والشرفاء في العالم، ولن تفلح الوساطة الفرنسية في تغيير الموقف السعودي الظالم، والذين يخترعون الاسباب السخيفة ليحاربوا لبنان ويحاصروه متسلحين بالقوة والغطرسة الباطلة: لن تطول ايامهم … للباطل جولة وللحق كل جولة.
رابط فيديو: خطبة الجمعة: 3-12-2021: https://youtu.be/ayVcmtnrpOs