مفهوم الحياة

بسم الله الرحمن الرحيم


موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:

بتاريخ 21 ربيع الآخر 1443هـ الموافق له 26 تشرين الثاني 2021م

مفهوم الحياة

يختلف البشر في كثير من الامور، مفهوم الحياة ككل يختلف بين شخص وآخر وبين مجتمع وآخر، بل قد يختلف حتى بين المتدينين انفسهم، بمعنى انه حتى بين المتدينين من يعطي لدنياه اهتماما اكثر من آخرته او العكس وهكذا، وبالتالي سيختلف سلم الاوليات بينهم.

لقد اختار الشهيد (الشيخ فادي ابو شخيدم) اعلى الدرجات ، فهو اضاف الى ايمانه والتزامه، واكتسابه العلم الشرعي وممارسته الوعظ والتدريس، اختار اعلى الدرجات اختار، باذن الله ان (يقتحم العقبة) وهي الصراط يوم القيامة بأفضل الشروط فتقدم الى الشهادة بقلب ثابت وقدم راسخة ووضوح رؤية فكان له ان شاء الله ما اراد.

نحن في لبنان في هذه الازمات المتلاحقة نعيش صراعا بين مفهومين للحياة: مفهوم يريد ان نكون اتباعاً للسياسة الغربية والاميركية خاصة، ومفهوم آخر يناقضه يطالب بمواجهة الاستغلال والهيمنة الاميركية على حياتنا السياسية والاقتصادية والثقافية… الخ.

اميركا اليوم تحاصرنا وتذلنا وصولا الى ايصالنا للتسول: الجيش والقوى الامنية ستتقاضى بالدولار اعانات مباشرة من الاميركي، والاوروبي لا يزال يدرس الموضوع، اي ان امننا سيكون مباشرة بيد الاميركي، يقبض على رقابنا ويعتصر ما بقى من دمائنا، ولا شك ان من خطط للمؤامرة ، قد خطط للوصول الى هذه النقطة بالذات اذلالاً لنا ودفعنا الى التبعية الكاملة..

ان فريقا كبيرا من اللبنانيين يعتبر هذا الامر اكثر من طبيعي ، كما انهم يرحبون بكل مساعدة اميركية للجيش او من اية جهة، وهم يعلمون تماما ان المساعدات المقدمة للبنان مشروطة، كما انها لا تساوي نصفاً بالمئة من المساعدات التي تقدم للعدو الصهيوني، ان الذين يبذلون جهودا مضنية لاخضاعنا للسياسة الاميركية نقول لهم: انظروا الى الدول او الجهات التي سارت في الركب الاميركي ماذا حل بها: الليرة التركية اليوم تعاني كما تعاني الليرة اللبنانية تقريبا، لماذا؟ لان السياسة التركية خضعت في حوالي تسعين بالمئة للسياسة الاميركية، فالقواعد العسكرية تتسع وتمارس اعمالها العدوانية كأفضل (كأسوأ) ما يكون، ودخلت تركيا في الفتنة في سوريا كما خطط لذلك الاميركي، والعلاقات مع اسرائيل جيدة … الخ، ولكن رغب الاتراك ان يزودوا جيشهم بصواريخ روسية الصنع (S400)، وخالفت تركيا التعليمات الاميركية برعايتها المباشرة للمقاومة الفلسطينية، لحركة حماس بالذات، ولعلها خالفت في امور اخرى لا نود الحديث عنها، فاذا بالاميركي ينتقم من الشعب التركي كله بتخفيض سعر الليرة بشكل غير عادي، وان الاقتصاديين لا يرون سببا اقتصاديا لذلك، انما هو سبب سياسي كما هو واضح.

لقد وقفت اميركا بشكل واضح ضد اعادة اعمار الطرق بافضل الشروط عن طريق الصين، وهي ليست في وارد ممارسة هذا الاعمار، وهي اليوم تقف في وجه اصلاح الخلل المتمادي في البنية اللبنانية عن اي طريق غير طريقها، فهي كما يقول المثل لا ترحم وتمنع رحمة الله ان تنزل (حاشى لله).

على اللبنانيين ان يختاروا بين العزة والكرامة التي تمتعوا بها بسبب المقاومة، او الذل والتبعية التي ستأتي من التبعية للاميركي والصهيوني… نعم طريق العزة فيه اشواك وصعوبات، وطريق الذل ممهد بكثير من الشهوات، لكن العبرة في النتائج.

رابط فيديو: خطبة الجمعة: 26-11-2021: https://youtu.be/yS0D6szD9Lw