بسم الله الرحمن الرحيم
موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:
بتاريخ 16 ربيع الاول 1443هـ الموافق له 22 تشرين الاول 2021م
مؤامرة فاشلة
بعد ان فشلت كل المؤامرات لجر المقاومة الى فتنة، او لتحول سلاحها عن فلسطين والعدو الصهيوني، او لتفصلها عن جمهورها، او لتحرض الناس عليها كسبب للازمة الاقتصادية او لأي هدف آخر…
بعد ان فشلت كل تلك المحاولات فأن المحاولة الجديدة فشلت وستفشل… ان كان فرس الرهان لهذه المؤامرة الجديدة ، هو سمير جعجع، فنقول كما قال الشاعر:
زعم الفرزدق ان سيقتل مربعا ابشر بطول سلامة يا مربع
لم تجد السعودية ومن خلفها شخصية، اقل سوءاٌ من سمير جعجع، فحركوه لهذه الفتنة الجديدة في الطيونة، ولقد فضح نفسه مرة بعد مرة، فيما كانت كلمات سماحة السيد كأنها شذرات الذهب وكأنها دروس في العقل والمنطق، فان تحريضات جعجع وادعاءاته الفارغة، هي مثال عن الكذب والدجل والنفاق السياسي، وان كان ثمة فريق من اللبنانيين يمكن ان يقبل مقارنة بين قائد المقاومة والتحرير وبين العميل المجرم، فمعنى ذلك ان ما ينزل بنا من مصائب نستحقه واكثر.
نخاطب العقلاء في المملكة العربية السعودية، وهم كثر: هل يستوي الانتماء الى الاسلام ودعم المجرمين العملاء القتلة؟ كيف لعاقل ان يدعم عملاء للصهاينة وهو يجلس تحت علم لا اله الا الله محمد رسول الله، ويمن على المسلمين كل يوم انه يخدم الحرمين ويعظم شأنهما؟ كيف يمكن لمن يدعي انه يمثل الاسلام ان يحارب المقاومة وان يوالي اعداءها؟ هل الانتماء الى الاسلام هو شعار وعلم وكلام فقط؟.
نحن في ذكرى محمد صلى الله عليه وسلم نطلب من المؤمنين والشرفاء ان يحافظوا على الالتزام بقضايا الامة وعلى رأسها فلسطين من باب قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (من اصبح ولا يهتم بأمور المسلمين فليس منهم).
ان اكبر ما نستفيده من صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم هو ان نخرج من انانياتنا وذاتياتنا لنكون جزءا من المجتمع الذي حولنا، نشعر بالفقير والمسكين وصاحب الحاجة… الخ، وان نبقى ملتزمين بالقضية الكبرى هي مواجهة الصهيونية العالمية واختراقها للعقل العربي والاسلامي فضلا عن سيطرتها على الثروات واكثر الحكومات والملوك والرؤساء، والتزام المقاومة بكل اشكالها نهجا في حياتنا… الخ.
ينبغي ان تكون الموعظة الكبرى بمناسبة المولد النبوي الشريف ان ننتبه الى الخطر الصهيوني الذي حقق بعض الاهداف من خلال التطبيع من المغرب الى البحرين وما بينهما ومشاركة جهات تدّعي انها اسلامية في هذا التطبيع المجرم، كما ان اختيار اميركا للمبعوث الجديد في موضوع ترسيم الحدود البحرية الصهيوني (اموس هوكشتاين) واحدة من الاهداف الصهيونية التي تحققت.
ولكن في نفس الوقت فأن الصهيوني يشعر بخطر المقاومة وتراكم قوتها والتفاف جمهور واعد حولها، ومن اجل ذلك، تتكرر المؤامرات، بل اننا نؤكد ان محور السياسة الاميركية خاصة والغربية عامة في الشرق الاوسط هي المقاومة وما تشكله من تهديد للمخططات الصهيونية.
في الذكرى المولد النبوي الشريف نؤكد اننا ننتسب الى هذا النبي العظيم الذي يريدنا ان نرتفع الى المستوى الذي اراده للمؤمنين اعزاء كرماء امة واحدة في وجه اعداء الامة، وليس كما نحن الآن متفرقين احزابا متفرقة اذلاء خاضعين للمؤامرات الخارجية … الخ.
وسيكون ذلك باذن الله : ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.
رابط فيديو: خطبة الجمعة: 22-10-2021: https://youtu.be/f-o2aTLAk9Q