بسم الله الرحمن الرحيم
موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:
بتاريخ 17 صفر 1443هـ الموافق له 24 ايلول 2021م
الاستضعاف؟
الاستضعاف مقابل الاستكبار، مفهوم تكرر في القرآن مرارا، حيث اكد تعالى انه مع المستضعفين في مواجهةن المستكبرين، ومنها قوله تعالى: { وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) } (سورة القصص 5).
ولكن في آيات اخرى يؤكد تعالى ان المستضعفين ان لم يكونوا مع انفسهم فلن يكون الله معهم، لن يرضى تعالى من اي فريق ان يحتج انه عجز عن اشهار اسلامه او عن نسكه بسبب الاستضعاف ، حتى يكون استضعافا حقيقيا ليس فيه اي لبس.
نحن في مواجهة الاستكبار الاميركي والذي تمّثل في آخر مشهد امس، حيث اقر الكونغرس الاميركي بأغلبية ساحقة تزويد العدو الصهيوني بصواريخ باتريوت لتقوية القبة الحديدية بما يعادل مليار دولار اميركي، فيما يقف الاميركي بشكل واضح مع العدو الصهيوني ضد لبنان وحقه في المياه الاقليمية، وتحديدا في الخط 29، والذي يؤكد زيادة 1430 كلم من حصة لبنان، والذي يقسم حقل كاريش الى شظرين: تكبر وصلف اميركي فائق التصور ولكن في نفس الوقت للاسف ان لبنان ليس مع حقه كما ينبغي.
فلقد تردد لبنان وارسل ترسيماً يسقط حق لبنان الطبيعي في نصف حقل كاريش وفي البلوك 9، حتى اصلح هذا الخطأ الجسيم فريق متخصص من الجيش اللبناني، الذي اكد بمقاييس علمية ان حقنا ثابت ومؤكد، وكانت الحجة ان الحكومة حكومة تصريف اعمال، اما الآن فلم يعد الامر كذلك، كان يفترض ان يتم اقرار الخط 29 في اول جلسة لمجلس الوزراء، وتعديل المرسوم 6433قبل زيارة باريس وبعد البيان الوزاري بشكل مباشر، والا فاننا سنصدق ما يقال ان رئيس الجمهورية استسلم للضغوط الاميركية التي وعدته برفع العقوبات عن جبران باسيل مقابل عدم التوقيع، ان هذا الامر هو امتحان حقيقي لحكومة الرئيس ميقاتي ، وهو امتحان ليس له دورة ثانية، وليس هنالك علامات ترضية او فرص اخرى.
ان اميركا تمثل الاستكبار بأبشع صوره، ولا نستبعد ما ذكر من ان السفيرة الاميركية تواصلت مع متآمرين لوضع نيترات الامنيوم التي اكتشفت في البقاع في طريق صهاريج النفط لتتحقق عدة اهداف: ضرب النفط الايراني، احداث شغب في المنطقة وفي لبنان، اتهام حزب الله بأنه يخزن نيترات الامنيوم … الخ.
رابط فيديو: خطبة الجمعة: 24-9-2021: https://youtu.be/ygyqNY53C64