بسم الله الرحمن الرحيم
موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:
بتاريخ 5 محرم 1443هـ الموافق له 13 اب 2021م
هل تنتهي ازمتنا بحرب؟
ان تسلسل الاحداث الطبيعي يدفعنا الى الاستنتاج بأنه نتيجة الازمات المتلاحقة التي نعيشها في لبنان ستكون حرباً طاحنة مع العدو الصهيوني تغير االمعادلة كلها… كيف؟
ان اللبناني اليوم لا يعرف بالتحديد من هو غريمه، ولا يعلم بالدقة من اوصله الى هذا الدرك ، فيقوم بإلقاء المسؤولية على الفساد وعلى الطبقة السياسية ، وعلى حاكم المصرف … الخ، فيما، والله اعلم، هؤلاء جميعا منفذون للمؤامرة، يتلقون الاوامر، اوامر اخراج الاموال من لبنان، واوامر التعطيل الوزاري، وتعطيل كل الحلول بما فيها منع وصول الفيول العراقي مثلا، او البنزين والنفط الايراني الموعود، او الاتجاه الى الشرق… الخ، دور جزء من هذه الطبقة السياسية هو تنفيذ الاوامر التي تصدر من (خلية المؤامرة) في واشنطن او في مكان ما من العالم، تضم من جملة ما تضم بالتأكيد ممثلين عن العدو الصهيوني وعن جهات متعددة تشرف على المؤامرة على لبنان.
المواطن اللبناني في ضياع، بل يشمل هذا الضياع ايضا كثيرا من الجهات المطلعة والتي تعتبر نفسها نُخباً مميزة في المجتمع تعرف الاسرار وبواطن الامور.
وصلت المؤامرة جزئياً الى بعض اهدافها، والهدف الرئيسي هو تحميل المقاومة مسؤولية ما نحن فيه، حتى يرتفع صوت عارم يخرج من الرأي العام يقول: ان المقاومة هي سبب ازماتنا، صحيح ان هذا الصوت لم يصبح واضحاً جلياً بل تقوله جهات معادية للمقاومة بالاصل، حتى لو قدمت لها المقاومة السمن والعسل، لم تصبح هذه الفكرة حالة عامة تشمل الرأي العام، كما حصل نسبياً قبيل الاجتياح الاسرائيلي ، فكان الرأي العام متوجهاً الى ضرورة اخراج المقاومة الفلسطينية التي لن تؤدي اي بعد وطني حقيقي بعدما حوصرت من الداخل والخارج وفقدت كثيراً من عناصر قوتها الداخلية … الخ.
فاذا وصل الرأ ي العام الى ما يشبه عشية الاجتياح الاسرئيلي ، فكيف سيكون الحل…؟ يفترض ان تُشن حرب طاحنة على اسرائيل لتصيح المسار، بعض هذا الرأي العام يزعم ان سبب ازماتنا هي المقاومة، فيما المقاومة حقٌ طبيعي لشعبنا والمؤامرة هي التي تحاصر لبنان بسبب المقاومة، وبالتحديد لان هذه المقاومة هزمت اسرائيل.
اذن… المنطق يقول ان من تآمر علينا عليه ان يدفع الثمن وليس العكس، المقاومة في المشهد الحالي هي الضحية هي المعتدى عليها وليست المعتدية، اذن فلتكن الحرب على المعتدي وليس على المعتدى عليه، الحرب ستكون على اسرائيل واميركا التي تحميها وتنفذ رغباتها.. يريدون لنا ان نموت ببطء، فلنمت ببطولة وعزة وكرامة، وليكن بعد ذلك نصرٌ مؤزر ليس له مثيل.
يبقى سؤال : كيف يمكن للمقاومة ان تشن حربا هجومية على الكيان الصهيوني، ومن المعلوم ان الذي يبدأ بالحرب يخسر التعاطف الدولي ويصبح متهماً؟ الموضوع هنا يحتاج الى اخراج… وليس هذا صعبا اذا ما وصلنا الى هذه القناعة.
ويمكن ان ينوب عن هذه الحرب المحتملة ، تهديد حقيقي يصل الى المعنيين في تل ابيب وواشنطن وغيرهما من العواصم المعنية بالازمة اللبنانية، عن طريق وسطاء او عن طريق آخر، فاذا ما فهم هؤلاء ان المقاومة جادة في خيارها فيفترض ان تتوقف هذه المؤامرة القذرة وتُفضح اركانها.
وحتى نؤكد ما قلناه، فاننا نؤكد مثلاً ان المتآمرين لن يسمحوا بوصول المازوت والبنزين عن طريق المقاومة، لن يسمحوا بان تكون المقاومة هي الحل، يريدون للمقاومة ان تكون المشكلة فكيف سيسمحون ان تكون هي الحل؟.
هنا نتذكر عام 2007 عندما قال سماحة السيد عن مخيم نهر البارد خط احمر، فأمر المتآمرون بتدمير مخيم نهر البارد تدميراً كاملاً، مع ان القضاء على فتح الاسلام لم يكن يحتاج الى هذا الحجم من الدمار بالتأكيد، ولكنهم ارادوا بالفم الملآن ان يقولوا لن تكون المقاومة صاحبة القرار، وهكذا كان، وكان ثمن تدمير المخيم وصول ميشال سليمان الى سدة الرئاسة.
انها حرب على المقاومة وعلى لبنان الذي يحتضن المقاومة، وان الحل سيكون بانتصار المقاومة على العدو وليس بتسليم سلاحها ولا بمحاصرتها ولا بتأكيد الاتهامات الباطلة عليها.
رابط فيديو: خطبة الجمعة: 13-8-2021: https://youtu.be/3V188rdzW40