الامة والانتصارات؟

بسم الله الرحمن الرحيم


موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:

بتاريخ 27 ذو الحجة 1442هـ الموافق له 6 اب 2021م

الامة والانتصارات؟

لماذا لم تستفد الامة من انتصار تموز 2006؟ الجواب سيكون ببساطة بسبب المذهبية فالمنتصرون في الجنوب يحملون مذهباً يختلف عن مذهب الامة، ولن يستطيعوا تسويقه، مع العلم انهم ليسوا في وارد ذلك اصلاً.

والحق ان الامر ليس كذلك، فلقد استعرت بلادنا بفتنة مذهبية واضحة بعد عدوان تموز ولقد وصلت الرسالة: لقد هزمت المؤامرة الدولية العربية عسكريا، فكان لا بد من تسعير الحرب المذهبية، فتحولت شخصيات هامة لها تاثيرها على مساحة العالم الاسلامي، تحولت من دعم المقاومة وتأييدها الى النفخ في الابواق المذهبية البشعة ونشر اكاذيب وافتراءات على المقاومة ودورها، لقد تلقوا اوامر من مراكز المؤامرة العالمية، وكانت اكثر المظاهر المذهبية البغيضة في اوائل العام 2007.

ولو سلمنا جدلاً ان الامر طبيعي، وان الاختلاف المذهبي كان خلف عدم تفاعل العالم الاسلامي مع انتصارات المقاومة في لبنان، فالسؤال يطرح نفسه: لماذا لم تتفاعل الامة مع انتصارات غزة؟ وليس ثمة حواجز مذهبية؟ لماذا لم تتفاعل الامة مع انتصار سيف القدس وقد اتى دفاعا عن احد اهم مقدسات المسلمين؟ بل لماذا استمر الحصار على غزة وتُمنع من اعادة الاعمار…؟، هل يكفي ان نقول مقاومة غزة تتلقى دعماً من ايران؟ هل هذا جواب مقنع؟؟؟.

الجواب البسيط الذي يحتاج الى تفصيل هو باختصار: لان الامة لا تملك قرارها ! لان ملوكنا والرؤساء والحكومات هم ادوات بيد الاميركي والغربي بشكل عام، الاميركي اتى بهم وليس الشعوب، كما ان الشعوب بشكل عام تم تخديرها وتزوير هويتها، كما تم اشغال جماهير الامة بخبزها ومائها ومدارسها، بل بأقل من ذلك حتى اصبحت مشاهدة مباراة كرة القدم هو اهم ما يمكن ان يقوم به المواطن في بلادنا على سبيل المثال … الخ.

وخلال الحديث عن الاحباط نقول: لقد حصل الاحباط حتى بين الصحابة، حتى بين اهل بدر وهم خيرة المسلمين، ولكنه كان احباطاً او تثاقلاً او اعتراضاً مؤقتاً في الزمن، كان لمرحلة محدودة، كما كان في فئة محدودة العدد، ولم يكن المحبطون والمتثاقلون في موقع القرار والتأثير، اما اليوم فاننا نرى الاحباط لا زال مستمراً منذ ما بعد هزيمة 1967 وتجدد في العام 1973 ثم 1982، هل اصبحت الامة عاجزة عن الخروج من الاحباط والتبعية والاستسلام.

سنحاول الاجابة في الاسبوع القادم ان شاء الله.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اما في لبنان فنقول لنادي رؤساء الحكومات في لبنان، نرى ان موقفكم في ابقاء التوزيع الطائفي على حاله، منطقي ومقنع الى حد ما، ولكن الشعب يريد الخلاص، اعطوه الداخلية او المالية او العدل، اعطوه ما يريد وليكن ما يكون، سيحكم عليه الرأي العام، سينكشف اكثر مما هو منكشف اليوم، اعطوه ما يريد لتشكيل الحكومة، ونحن نعلم تماما ان هذه الحكومة لن ترفع (الزير من البير)، ولكننا نريدها، اليس الكذابون في فرنسا وواشنطن يقولون: كل المساعدات والقرارات متوقفة حتى تشكيل حكومة، فليكن ذلك، كيفما كان، فلنسقط الذرائع من ايديهم، وليتحمل مسؤوليته، سيحاسبه الرأي العام والتاريخ قريبا، ولا ينبغي ان يسجل للعقلاء انهم وقفوا امام تشكيل حكومة ازمة بسبب وزارة هنا او هنالك.

اعطوه ما يريد، ولن يكون تنازلاً ولا ضعفاً، فان الجميع يعلم ان الامر ليس حقوق مسيحيين مزعومة، بل هو انانية وكبرياء وتسلط، هو جهل بحقيقة التركيبة اللبنانية ومقتضيات العيش المشترك، هو نظرة مشوهة ومجتزأة للمشهد السياسي.

اعطوه ما يريد وخلصونا ، ولن يكون الا الحق، ولن يغلب الباطل والدجل ، الحق والحقيقة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نحيي موقف الاخوة في حزب الله، حيث تم ضبط النفس بعد سقوط ضحايا في خلدة ، هذا بغض النظر عن الاخطاء التي حصلت سابقا، والتي نلخصها بقولنا (لو التزم جمهور المقاومة بتعليماتها ما كان لاي فتنة ان تحصل)، ولكن حصول قنص مقصود خلال تشييع (علي شبلي) كان امرا في غاية القبح، ولكن بضبط النفس وعدم حصول ردة فعل غير محسوبة تم تفويت فرصة نجاح المؤامرة القذرة.

 

رابط فيديو: خطبة الجمعة: 6-8-2021: https://youtu.be/1zf11VWQ4Y4