بسم الله الرحمن الرحيم
موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:
بتاريخ 10 ربيع الاول 1446هـ الموافق له 13 ايلول 2024م
بشائر في المولد
في المولد النبوي الشريف نستحضر مشهديْن من القرآن الكريم ، الاول يصف أجلّ موقف واعلى درجة يصلها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي التي نسميها الشفاعة العظمى، او المقام المحمود، وهي عندما يشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم على الخلائق كلهم منذ آدم إلى آخر نسمة كائنة، انه بلغ الرسالة وادى الأمانة، وأن جميع الأنبياء قد بشروا به، منذ أن تعلم سيدنا آدم (فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37)) (البقرة)، كانت هذه الكلمات على الأرجح قد احتوت على ذكر محمد وآله صلى الله عليه وسلم، إلى ما بشر به عيسى عليه السلام… الخ، هذا المشهد العظيم هو الموصوف في قوله تعالى (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ شَهِيدًا (41) يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّىٰ بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا (42) ) (النساء).
ومشهد آخر قد يظهر لأول وهلة أنه متناقض مع هذا المشهد، وهو عندما يشكو رسول الله جزءاً من الأمة بأنه هجر القرآن، (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا (30)) (الفرقان).
ولولا أن جزءاً مهماً من امتنا قد هجر القرآن لما وصلنا الى هنا، خضع الحكام والملوك والأمراء للأجنبي وسلموا البلاد رخيصة، حصل هذا أيام حروب الفرنجة الصليبيين قبل أن يخترق صلاح الدين هذا المشهد وينتصر في حطين عام 583 هجرية 1087 ميلادية، وحصل هذا ايام التتار فخضعوا للمحتل حتى أيقظ (العز بن عبد السلام) عالم عصره بعض الأمة فكانت عين جالوت ٦٥٨هـ، 1260م.
وفي أول القرن العشرين كان تعاون الشريف حسين مع بريطانيا ضد الدولة العثمانية وتقسيم البلاد، وخضوع اكثر الحكام للبريطاني ثم الاميركي والصهيوني ، حنى وصلنا الى ما وصلنا اليه.
المختصر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا عن انتصارات الأمة واتساع رقعتها، كما أخبرنا عن فترات الضعف وكيف تُنهش بلادنا وتُحتل وتُستعمر.
اليوم يخترق المشهد أبطال غزة وطولكرم وطوباس وسائر فلسطين، ومن يؤازرهم في محور المقاومة، حيث يقدمون نموذجا مميزا يتحلى بالصبر والمصابرة، وبالاعداد الجدي ووضوح الرؤية السياسية، واليقين بمستقبل أفضل للأمة، وكل ذلك من ضرورات النصر، بهؤلاء نتوجه إلى الله لنستجدي منه النصر والتمكين بعد الهوان الذي ذقناه خلال العقود المنصرمة، ونرى اليوم بعض بشائر النصر:
1- استقالات قادة العدو العسكريين، اعترافا منهم بعجزهم في السابع من تشرين وفي تحقيق الهدف الذي رُسم له، وهو القضاء على المقاومة.
2- انسحاب بعض البوارج الأمريكية.
3- اعتراف مصادر غربية مطلعة، أن عملية الأربعين، كما سماها حزب الله، أوقعت 22 عسكريا و 74 جريحا، مما يعني أنها كانت عملية نوعية بكافة الابعاد.
4- ونضيف اليها ما سيعلن قريبا إن شاء الله عن إنجاز في مصياف، في سوريا، على عكس ما سربه العدو الصهيوني.
5- كما ان عملية البطل ماهر الجازي على معبر الكرامة، تحمل معاني عظيمة فيها الكثير من البشائر، وذلك كإبن عشيرة أردنية عريقة يقدم على مثل هذا العمل البطولي، وما رافق ذلك من مظاهرات في عمان وسائر الاردن، ولا يقل عنها، شاحنة (هايل ضيف الله) في رام الله، والسيارة المفخخة في الرملة…الخ
إن النصر آت بشكل مؤكد بإذن الله، ولا بد من الصبر والمصابرة، والوقوف في وجه الدجال الأمريكي الذي بلغ ذروته في إعلان البيت الأبيض بكل وقاحة بقولهم أن الذي يعطل المفاوضات هي حماس، فيما الجميع يعلم، بمن فيهم أكثر من نصف الصهاينة داخل الكيان، وكافة من يشارك في المفاوضات، إن المعرقل هم الصهاينة بشخص نتنياهو، الجميع يعلم ان مطالب حماس لم تتغير، وان تمسك نتنياهو بمحور فيلادليفيا هو سبب العرقلة، لقد ادان رسول الله صلى الله عليه وسلم الملك الكذاب، لأن الملك، والمقصود الحاكم القوي، ليس بحاجة إلى أن يكذب، من جهة، ومن جهة أخرى عندما يكذب الحاكم فإنه يغش رعيته كاملة، عندما يكذب الأميريكي بهذا القدر من الوقاحة، فأنه يغش العالم كله، كما كذب (بايدن) عندما زعم أن القنبلة التي قتلت المئات في المعمداني، انما أتت من الجانب الآخر، وبالقدر الذي يؤذينا هذا الكذب البواح، فإنه يبشر بأن العدو ضعيف يخفي خسائره في بياناته الكاذبة ومواقفه المرتبكة.
رابط فيديو: خطبة الجمعة: 13-9-2024: https://youtu.be/CrMbfvJ5aCA