الشيخ حمود يرثي لواحد من الصفوة القليلة بإذن الله: (عبد الكريم كزبر) نسيج مختلف

بسم الله الرحمن الرحيم

رثاء لواحد من الصفوة القليلة بإذن الله

(عبد الكريم كزبر) نسيج مختلف

في التعليم الرسمي، كما في العمل الخيري، كما في المهمات التي أوكلت إليه، كان مختلفاً، حظ “الأنا” يكاد يكون معدوماً لديه، هو الغيريّ الذي يفكر بالمصلحة العامة مراتٍ ومراتٍ حتى يسمح لنفسه أن يفكر بمصلحته الخاصة مرة أو نصف مرة… هو الذي حاز ثقة الجميع ممن عمل معهم طوال هذا العمر الطويل، يستمع لمن هو أصغر منه سناً، ويأخذ النصائح ويسديها دون تردد…عابد زاهد، واعظ تلقائي في المساجد وفي التعازي… لقد استفدنا كثيرا من مواعظه وملاحظاته ، اتحدث هنا عن حوالي خمسين سنة خلت، سبحان الله، كم مرت بسرعة، الحق يقال أنه قليل مثله… عفيف النفس واللسان… رهيف الإحساس… وكأنه من نسيج آخر غير موجود في مجتمعاتنا إلا بالقدر الذي يقال فيه (لو خِلْيت فنيت).

بقية الصالحين، فيه يصح قول رسول الله صلى الله عليه وسلم إن شاء الله: “خيركم من طال عمره وحسن عمله”، نسأل الله له القبول والدرجات العالية، وأن يبقى ذكره في الآخرين بعمله الدؤوب في العمل الخيري على انواعه واشكاله مما تحول، بحول الله الى صدقات جارية، وعلم ينتفع به، وذرية صالحة تدعو له إن شاء الله تعالى…حاز كل ذلك بجدارة رحمه الله تعالى.