بسم الله الرحمن الرحيم
موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:
بتاريخ 15 ذو القعدة 1442هـ الموافق له 25 حزيران 2021م
هرمجدون؟
يزعم الصهاينة ان معركتهم القادمة مع اعدائهم ستكون في مرج ابن عامر، وهو المثلث الممتد ما بين طبريا شرقا وحيفا غربا وجنين جنوبا، والمسمى عندهم جبل مجدو، او الجبل القوي او ما الى ذلك، واللفظة موجودة في ما بقي من التوراة الى يومنا هذا، ولكن التفاصيل التي يضيفها بنو اسرائيل على هذه المعركة المتخيلة يجعلنا نؤكد انهم يعيشون في عالم خاص لا يمت لعالمنا الحقيقي بصلة، وذلك انهم يزعمون ان سيدنا عيسى عليه السلام سيقود هذه المعركة معهم ضد اعدائهم ويبنون ذلك على ان المسيح عليه السلام الذي ولد قبل 2021 سنة لم يكن المسيح حقا، بل كان دجالاً، وهذا بالتأكيد ما يجعل فكرتهم سخيفة لا قيمة لها، خاصة انهم يزعمون ان سيدنا المسيح عليه السلام سيكون ملكاً لمملكة الصهاينة … الخ.
المهم انهم اليوم يسيطرون على عقول مئات الملايين من البشر، يقنعونهم ان هذه المعركة التي ستحصل ستكون بداية نهاية العالم، وعلى المؤمنين بهذا الامر ان يدعموا وجود اسرائيل، ولان نهاية اسرائيل ستكون نهاية البشر جميعا، وبالتالي من يدعم بقاء اسرائيل يدعم بقاء البشرية، ثلث الاميركيين اليوم يؤمنون بهذا الهراء ومنهم رونالد ريغان وجورج دبليو بوش وغيرهم وكثيرون في اوروبا والعالم، وقد حولوا هذه الفكرة الى العاب الكترونية للأطفال وكتب ومنشورات فضلا عن محطات تلفزيونية عالمية وما الى ذلك، وهذا يندرج تحت قوله تعالى: وجعلناكم اكثر نفيراً.
ولكن كل ما يفعله الصهاينة لن يحميهم ولن يمنع عنهم الكأس المرة التي كتبها الله عليهم، وسنرى خلال السنوات القليلة القادمة معجزات على طريق زوال اسرائيل او الذبح حسب تعبيرهم.. وان معركة سيف القدس جعلت كثيرا من مسلمّاتهم في مهب الريح وأصبحوا يتحدثون عن الزوال والذبح اكثر من اي فترة اخرى.
نحن نكرر دائما، والله اعلم، ان الحلقة الاخيرة من صراعنا مع الصهاينة موصوف بشكل عام في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة والتي نفهم منها ان هذه الحلقة ستكون اشبه بالمعجزة، حيث سيعجز الصهاينة عن استعمال اسلحتهم ويعمدون الى الفرار، وهنا، والله اعلم، يتكلم الحجر والشجر حسب الحديث النبوي.
وكثيرون يسألون هل نحن في عصر المعجزات؟ نقول بالتأكيد نعم: أليس انتصار غزة بل انتصاراتها معجزات؟ أليس انتصارات لبنان المتلاحقة معجزات؟ أليس هزيمة المشروع الغربي الذي مولته ودعمته حوالي 87 دولة في سوريا لأنها تدعم المقاومة، أليس هزيمة هذا المشروع معجزة؟ أليس صمود اليمن أمام العدوان الفاجر ست سنوات ونيف معجزة؟… الخ.
اذن نحن في عصر المعجزات وليس كما يظن ضعاف الإيمان… كيف نتصور المستقبل القريب؟ سنتحدث عن ذلك لاحقا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اننا نستنكر الجريمة البشعة التي ارتكبتها السلطة الفلسطينية بحق الناشط “نزار بنات”، ولعله من جملة الذين ذكرهم الحديث النبوي :”… ورجل قام الى امام جائر فأمره ونهاه فقتله…”.
ولكننا في نفس الوقت يجب ان نكون حذرين من ان تتحول هذه الجريمة الى وقود لفتنة لا تبقي ولا تذر، يريد منها المتآمرون الصهاينة ان يسخروا كل امكانياتهم الامنية لضرب الوحدة الفلسطينية التي تجلت بعد معركة سيف القدس.
نريد الحق بالتأكيد، ولكننا نرفض ان نصل الى الحق عن طريق الباطل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اما في لبنان، فاننا نوجه التحية الى الجهات المتعددة التي تقوم بأعمال خيرية مميزة تحاول ان تخفف من معاناة الناس، كما نؤكد على ايجابية دور المغتربين الذين يمدون عائلاتهم بما يساعدهم على مواجهة الازمات، والسؤال: لماذا تستمر مؤامرة ترامب على لبنان وقد تسلم الرئاسة بايدون؟ وهل ستبقى المؤامرة الاميركية وتستمر رغم انها فشلت؟ فلم تركّع لبنان ولا اللبنانيين ولم تحقق اهدافها بضرب المقاومة.
نقول هذا ونحن نؤكد فساد الطبقة السياسية وان اكثر من ثلاثماية مليار دولار للسياسيين اللبنانيين موجودة في سويسرا فقط، وان لبنان يحتاج الى مئة مليار فقط ليقوم من ازمته، هنالك مؤامرة اميركية وهنالك فساد مستشر، ايهما الاشد وايهما الاكثر ضرراً على الوطن؟ الله اعلم، لكن المؤكد ان الفساد قديم والمؤامرة بدأ تنفيذها في نهاية العام 2019.
رابط فيديو: خطبة الجمعة: 25-6-2021: https://youtu.be/OCqafA2qEEU