يهود اليوم يهود الامس؟

بسم الله الرحمن الرحيم


موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:

بتاريخ 23 شوال 1442هـ الموافق له 4 حزيران 2021م

يهود اليوم يهود الامس؟

نعم.. طالما انهم يتبنون ما فعل اجدادهم منذ السبي البابلي اي منذ 2600 سنة تقريبا بل وقبل ذلك، طالما انهم يقرأون ما فعل اجدادهم بالأنبياء وكيف زوروا التوراة؟ وكيف جادلوا الانبياء بغير حق؟ واخترعوا ما يبررون به كفرهم وجرائمهم … الخ، نقول هذا لنجيب على سؤال هام: تقولون، ايها العلماء، ان الله يعذب بني اسرائيل بما فعله اجدادهم، فكيف ينطبق ذلك على قوله تعالى {… وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى…}؟ فالجواب اذن انهم طالما يستمرون على نفس النهج فسيستمر عذاب الله مسلطاً عليهم، وبالتالي فان من يتبرأ من هذا التراث البشع يستثنون من العقوبة، مثل حراس الهيكل (ناطوري كارتا)، الذين يؤكدون انه لا يحق للصهاينة ان يقيموا دولة على ارض فلسطين حتى يأتي المسيح عليه السلام، حسب عقيدتهم، وان هذه الارض للفلسطينيين، ويجب على الصهاينة ان يعيشوا تحت حكم الفلسطينيين بسلام ويدلون على ذلك بارتدائهم الكوفية الفلسطينية في كل مناسباتهم، مثل هؤلاء ليسوا مشمولين بعقوبة الله القادمة.

اما عامة بني صهيون فهم يتفاخرون حتى هذه اللحظة ان اجدادهم قتلوا الانبياء وزروا التوراة، كما يؤكدون انهم شعب الله المختار الذي يباح له ان يقتل الآخرين وان يسرقهم وان يذلهم وان يفعل ما يشاء بهم وهم يعلمون ان هذا كذب بنص الآية {… وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}، ومن نماذج ما فعله اجدادهم ولا يزال مستمرا فيهم، عندما قالوا مثلا لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: انه ليس بيننا وبينك مشكلة، مشكلتنا مع جبريل الذي يأتيك بالقرآن، فهو الذي دمّر هيكل سليمان وشردنا الى بابل… كيف يمكن لفكرة مثل هذه الفكرة ان تدخل الى عقل سليم؟ ان كان جبريل قد فعل ذلك فبأمر الله وان كان هنالك من عداوة معه، فالعداوة مع الله … الخ.

كما ان هنالك من النصوص والحوادث ما يؤكد يقينا ان اليهود ايام رسول الله صلى الله عليه وسلم ايقنوا بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم، ولكنهم رفضوا الايمان بحجة انهم غير مكلفين بالإيمان بنبي جديد وهم شعب الله المختار … الخ.

ان انحراف بني اسرائيل وتزويرهم للحقائق مستمرٌ منذ ايام موسى عليه السلام، بل منذ ما بعد ابراهيم عليه السلام الى ايام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الى يومنا هذا، مما يؤكد ان لعنة الله مستمرة عليهم.

والسؤال:

كيف نترجم لعنة الله عليهم؟ والجواب هو انهم يعذبون بالتشريد والإذلال  وتسليط اعدائهم عليهم، وصولا الى يوم الذبح القريب.

 

ان معركة سيف القدس وضعتنا على ابواب مرحلة جديدة، هي المرحلة النهائية في مسيرة بني اسرائيل، يفصل بيننا وبين المرحلة الاخيرة: معركة او معركتان، وقد تكون هنالك معركة طاحنة تشمل جهات متعددة، وقد لا يكون هنالك من معارك، إنما، والله اعلم، ستكون الحلقة الاخيرة من مسيرة كيان الصهاينة ابسط مما يتصوره الجميع: ذلك أنه عندما يطلع الصهاينة من خلال أحبارهم ومن خلال ما يخفونه من حقائق، عندما يطلعون على علامة الذبح التي يعرفونها لن تكون هنالك فرصة لاستعمال سلاحهم، وسيكون الموقف الرئيسي لدى اكثريتهم هو الفرار، عند ذلك يتكلم الحجر والشجر، كما ورد في الحديث الشريف.

ومن هنا حتى ذلك الوقت، القريب بإذن الله، علينا ان نؤكد على اهمية المقاومة، فلولا المقاومة وما راكمته من قوة، ولولا العقيدة التي تتبناها المقاومة ويحتضنها الشعب لما حصل هذا الانتصار الاخير، ولما سمعنا من فم الصهاينة ما يؤكد ما نقوله دائما ومنذ عقود من الزمن: ان بني اسرائيل يعتقدون بزوال كيانهم اكثر مما يعتقد اعداؤهم، وان هذه العقيدة الراسخة اعربت عنها جميع فئات الصهاينة، من مؤسس الكيان (دافيد بن غوريون) الى رئيسهم القوي (مناحيم بيغن) الى كل ضابط وحاخام، يشمل ذلك المتدينين والعلمانيين، الشرقيين والغربيين، اليمينيين واليساريين … الخ.

وان غدا لموعده قريب…..

رابط فيديو: خطبة الجمعة: 4-6-2021: https://youtu.be/ep2cMhlnl2I