بسم الله الرحمن الرحيم
موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:
بتاريخ 23 جمادى الآخرة 1445هـ الموافق له 5 كانون الثاني 2024م
عودة الوعي
شكل استشهاد الشيخ القائد صالح العاروري والأبطال الذين استشهدوا معه، علامة فارقة، نستطيع أن نسميها عودة الوعي، لقد رأينا في الجنازة المشهودة في بيروت امس وجوهاً وشخصيات كانت في الأمس القريب تشكك بقدرة المقاومة، وتبحث عن ثغرات وعن سلبيات تلصقها بالمقاومة، وفريقاً ينبش الماضي ويبحث في الكتب الصفراء، كما ينقب عن زلات اللسان وعن مواقف شاذة من هنا وهنالك، ليؤكد لجمهوره أن الصراع المذهبي هو أولوية ينبغي تقديمها على أي موقف سياسي او أي عمل جهادي.
لقد غاص هؤلاء في سبل متفرقة أبعدتهم عن سبيل الله وادخلتهم دهاليز وانفاق، لا يمكن أن تؤدي بهم إلى اي خير.
يحق للمقاومة ولأهلها أن تتفاخر على الأمة كلها، الأمة التي ضل كثير منها، فارتضت فئات منها الخضوع للاميركي والعمل في مشروعه، وارتضى آخرون السكوت عن نهب ثروات الامة، وبذلوا ذهبها الاسود وسائر ثرواتها رخيصة على اقدام المستعمر، وارتضى “اسلاميون” مزعمون داعش والنصرة وامثالهما كخيار “جهادي” وافتوا بالجهاد في سوريا وليبيا ولبنان وغيرها، وابتعدوا عن طريق فلسطين… الخ.
نتمنى ان يكون هذا الضباب قد انجلى ، وقد اكتشف الجميع أن الطريق هو طريق الجهاد والمقاومة ووحدة الصف وتقديم الأهم على المهم.
ونتساءل معكم أيها المؤمنون: لو أن هؤلاء الأبطال الذين حفروا الأنفاق وهندسوها وبذلوا فيها سنوات في ظلام الأنفاق، لو أنهم عملوا في حفر آبار البترول، أو في شركات الأعمار هنا وهناك، لحاز كلٌ منهم ثروة هائلة يتفاخر بها على قومه، ولكنهم آثروا ما عند الله وباعوا الدنيا وزخرفها في سبيل الله.
الشهيد صالح العاروري انقطع عن أهله عشرين عاما، كما قالت والدته الصابرة المحتسبة، والشهيد عزام الأقرع لم يتواصل مع أهله ثلاثين عاما حتى يحافظ على سرية عمله الفائق الأهمية.
لقد قدم هؤلاء وأمثالهم، كل ما يمكن من إعداد لتحقيق النصر، لقد وصلوا الى قمة العطاء وقمة التضحية، يحق للأمة ان وعت أن تفتخر بهم وان تتخذهم قدوة.
ونتمنى ان يصبح الخيار المفترض الذي تحدث عنه الرئيس السنيورة، مع باسم الشاب في مقال نشر في 2/1/الجاري خبراً مرفوضاً مداناً من الجميع، لقد تحدث الرئيس السنيورة عن يد ممدودة لاسرائيل من اجل السلام، كما زعم ان ما يحصل في غزة هو حرب بين حماس فقط واسرائيل، والامة غير معنية بذلك، ولا يقر العرب بذلك، كما زعم ان استقبال محمد بن زايد للرئيس الاسرائيلي دليل على اننا نريد السلام وحل الدولتين، (الذي رفضه نتنياهو بشدة، والذي يعتبر مستحيلاً بكل المقاييس)، هي الخيار العربي، وزعم كثيراً ما لا يصدقه احد.
نحمد الله ان هذا الكلام لا يمثل الا اقلية شاذة في مجتمعنا.
أما الحديث عن الرد فلا ينبغي ان نخوض فيه، إن امثال هؤلاء الذين في الميدان يدركون ما يفعلون ويعلمون أيمتى يهجمون وايمتى يحجمون، يتحلون بحكمة لو وزعت على أهل الأرض لكفتهم، فلا ينبغي تصدير المشورة إليهم وكأنهم عاجزون أو مقصرون.
وأكتفي بكلام سماحة السيد:الكلمة للميدان وبيننا وبينكم الأيام والليالي والساحات…
والحمد لله رب العالمين…
رابط فيديو: خطبة جمعة: 5-1-2024: https://youtu.be/NFXJXvUrjMo