بسم الله الرحمن الرحيم
موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:
بتاريخ 26 ربيع الآخر 1445هـ الموافق له 10 تشرين الثاني 2023م
العدوان المستمر
لم يسبق أن قصفت المستشفيات، وأماكن تجمعات المدنيين، والأماكن التي يزعم العدو أنها آمنة ويطلب من النازحين النزوح إليها، والعالم يتفرج بل يدعم هذه المجازر غير المسبوقة، وإذا تكلم أحدهم فبصوت خافت خجول فهو غير مؤثر ولا يؤدي الى قرار عملي، وكذلك المظاهرات العارمة، أكبر مظاهرة في تاريخ و واشنطن 300 الف متظاهر وكذلك في نيويورك ولندن … الخ، يتساءل الإنسان عن قدرة الصهاينة على التأثير على هؤلاء جميعاً، وكيف يقودون حكومات الغرب وبعض الملوك والرؤساء العرب وغيرهم، وكأنهم دواب يجرونهم، هذا والله أعلم، جزء من وعد الله، كما قال في أول سورة الإسراء “وجعلناكم اكثر نفيرا“، أي أكثر قدرة على الاستنفار، وبالتالي هم أكثر قدرة من اميركا نفسها على استنفار العالم في العدوان الأمريكي على العراق، إستنفر العالم من أجل أن يدعمه في عدوانه، ولكن كان ثمة معارضون، فرنسا، الفاتيكان، روسيا ودول كثيرة، اليوم لا نجد أحد يعترض، وأن حصل بصوت خافت ضعيف غير مؤثر…
إن نتيجة القدرة الهائلة للصهاينة على استنفار العالم لباطهلم أن ينقلب الأمر عليهم وتصبح جرائمهم مقدمة لاستنفار العالم ضدهم أو شرفاء العالم على الأقل، وسيكون ذلك قريبا بإذن الله تعالى.
القُمة العربية:
أما بالنسبة للقمة العربية فنحن نفضل أن نسميها قُمة بضم القاف، أي من القُمامة، فلن تأتي بأي خير، وكما يقولون، الرسالة تقرأ من عنوانها، رأينا ما فعلته مصر مع غزة وأهلها، حتى هذا العدد القليل من الجرحى الذين استقبلتهم، حققت معهم، أو مع ذويهم، خوفاً من أن يكونوا مقاتلين، وما قاله السيسي في وسائل الإعلام أكثر من مرة عن موافقته الغرب على الهدف الإسرائيلي بالقضاء على حماس (الارهابية) يفضحه أيضا، وثبت أن ما قالته صحيفة (الجيروزليم بوست) على صفحتها الأولى عند انتخاب السيسي، انه هدية الرب إلى إسرائيل، صحيح ولم تكن الصحيفة مخطئة.
رسالة الى السديس:
أما في السعودية فنوجه الكلام إلى المزعوم إنه إمام الحرم المكي عبد الرحمن السديس، ونقول له: إياك أن تظن أن حفظك للقرآن سيحميك من عذاب الله، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: رب قارئ للقرآن يلعنه… وكيف لا يُلعن من يقرأ القرآن بأحلى الأصوات وأجمل الألحان ويبكي ويتباكى وهو يقرأ القرآن، ثم يمارس عكس الأوامر القرآنية بشكل واضح، أيها الشيخ المزعوم: العدوان على غزة ليس فتنة انه عدوان الكفر على الإيمان، وعدوان التوراة المحرفة والتلمود الباطل على القرآن الكريم، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، هذه معركة الحق والباطل أيها الجاهل السخيف ولن يكون الملك بقربك ولا ولي العهد ولن يشفعا لك ولن يخرجاك من نار جهنم التي ستصلاها، والله أعلم، وأنت تزّور كتاب الله وتأمر بالمنكر وتنهي عن المعروف.
طاعة ولي الأمر واجبة عندما يطيع الله، وإلا فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وطاعة ولي الأمر واجبة، عندما يعدل وعندما يؤدي الأمانات إلى أهلها، وليس عندما يقتل بغير حق ويزج خيار العلماء في السجون أو يقتلهم، ولا عندما ينفق مال البترول على القصور والشهوات والمؤامرات والفتن في سوريا ولبنان وغيرهما.
كيف يكون ولي أمر وهو يدعم في لبنان عملاء الصهاينة والأميركان الذين قضوا أعمارهم بالعمالة والخيانة والتآمر على الشعب اللبناني؟ أولياء الأمر هم اولئك الذين يسطرون ملاحم البطولة في فلسطين، أولياء الأمر مثل محمد الضيف وأبو عبيدة وأبو حمزة وإسماعيل هنية وزيادة النخالة وحسن نصر الله وأمثالهم ومن يسير في خطهم على درب مواجهة الصهيونية والاستكبار الاميركي.
يا أيها الشيخ الكذاب، فلسطين تحارب الفتنة وتقاوم، وأنت ومن تمثل رأس الفتنة ورأس الفساد، أنت من قال تعالى فيهم (… أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ) (البقرة – 85).
وأنتم ممن قال تعالى فيهم (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ) (الجاثية – 23).
ومثل السديس ملايين ممن يزورون الحقائق وييقلبونها رأساً على عقب، ولن يطول الزمن بإذن الله حتى يفضحهم الله ويخزيهم في الدنيا قبل الآخرة (إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ ) (الاعراف – 152) صدق الله العظيم .
رابط فيديو: خطبة الجمعة: 10-11-2023: https://youtu.be/mD_DItpPjxs