الوجه الحقيقي للعدو

بسم الله الرحمن الرحيم

موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:

بتاريخ 5 ربيع الآخر 1445هـ الموافق له 20 تشرين الاول 2023م

الوجه الحقيقي للعدو

‏‏‏‏كشفت المجازر الاخيرة المستمرة وخاصة قصف المستشفى المعمداني وكافة الاماكن التي اتجه اليها الناس طلبا للامان من القصف، كشفت هذه المجازر الوجه الحقيقي للعدو الصهيوني الذي امتلأت كتبه ومراجعه الدينية، بحقيقة كبرى لا يخفونها: بأن كل من هو غير يهودي هو حيوان خلق لخدمة الشعب المختار، وان الله خلق هذه الحيوانات على شكل البشر ليستأنس اليهود بهم، هذه عقيدتهم، مارسوها بشكل او بآخر خلال العقود المنصرمة، وخاصة عند تأسيس الكيان الصهيوني، الذي كان يمنعهم عن ممارسات مثل هذه، كان الموقف الغربي، والذي يزعم انه ملتزم بشرعة حقوق الانسان التي تأسست في العام 1949 اثر المجازر المريعة التي ارتكبها الحلفاء ودول المحور ، اي كلا الطرفين ببعضهم البعض، وكانت هذه المجازر اكثرها على المدنيين.

العالم الغربي التزم جزئيا  بشرعة حقوق الانسان، ولكن اليوم ولعدة اسباب تجاوز هذه االشرعة وكل القوانين المتفق عليها من اتفاقات جنيف وحقوق الاسرى والمعتقلين وقوانين الحرب بين المتخاصمين، فضلا عن شرعة حقوق الانسان، لانه شعر ان الكيان مهددٌ فعلاً، وان فكرة زوال هذا الكيان الكامنة في عمق الوجدان الغربي كما اليهودي، جعلتهم يدعمون الصهاينة بكل ما اوتوا من قوة، باعتبار ان هذا الكيان هو اداة الغرب لتنفيذ خططه الجهنمية.

كذلك ان وجود هذه الحكومة المتطرفة تعطي البعد الحقيقي للكيان الصهيوني وتزيد من شراسته، ولكن الجديد الآن ان الجرائم التي ارتكبت مثلا قبيل تأسيس الكيان على يد العصابات الصهيونية (الهاجاناه والشتيرن وارغون)، كانت مليشيات ولم تكن قد اسست دولة او مؤسسات، اما الآن فالدولة بنفسها، الدولة التي تزعم انها تمثل العالم الحر، هي التي تقتل الآمنين وتقصف الملاجئ او حيث يذهب من يحاول ان يحمي نفسه من القصف المتواصل.

بشكل او بآخر، ان العالم الغربي لبس لبوس الحروب الصليبية وكشف عن وجهه الحقيقي، بدعمه غير المحدود للعدو الصهيوني، مشجعاً اياه على ارتكاب المجازر والقصف واستهداف المستشفيات والكنائس ودور العبادة والمدارس … الخ.

نعم انه ثمنٌ باهظٌ يدفعه الابرياء في غزة وفي سائر فلسطين، ولكن النتيجة ستكون باذن الله نصراً مؤزراً يغير وجه التاريخ.

كما ينبغي ان نقف باجلال وسكينة وحزن بالغ امام عائلات الشهداء والمصابين والمهجرين الذين دمرت بيوتهم وممتلكاتهم، مؤكدين ان تجربتنا تقول، ان الله تعالى يمد اهالي الشهداء بمدد من عنده فيواسيهم بمواساة خاصة، ويلهمهم صبراً غير عادي، وكم من مرة قصدنا عائلات الشهداء لنقدم التعازي والمواساة فنجد انهم يواسوننا ويلقون علينا دروساً عملية بالصبر والايمان واليقين.

ومن زاوية اخرى، يأمرنا الله تعالى بأن نرتفع الى مستوى الشهادة، وبأن نكون على يقين بأن ارتقاء الشهداء ثمن للنصر والتمكين، ثمن باهظ نعم ولكن لا بد منه.

كما ينبغي ان نؤكد مرة اخرى، اننا نقاتل العدو ونحن على ثقة بالنصر والتمكين، وهو يقاتل معتقداً انه سيذبح على هذه الارض، ونكرر مرة اخرى ان كلمة ذبح هي كلمتهم، هي توصيفهم، وليست كلمتنا، نقول هذا لان البعض يعترض على كلمة الذبح بحجة انها غير حضارية، هم الذين يقولونها ولسنا نحن.

ومن جهة اخرى، ندين الموقف المصري الذي عبر عنه الرئيس المصري، حيث رفض من جهة تهجير اهل غزة الى سيناء، وعرض التهجير الى صحراء النقب بطريقة تخلو من اي بعد وطني او انساني، قال البعض انه كان يسخر من هذا الطرح الاسرائيلي الهمجي، لكن لا شيء يدل على ذلك.

كما اننا يجب ان نكون على ثقة ان اعتماد العدو منهج التدمير والتهجير، هو بحد ذاته دليل على الهزيمة، فلو كان قادراً ان يصل الى المقاومين او الى بنيتهم التحتية لفعل، ولكنه عاجز عن ذلك.

القافلة تسير نحو النصر، برغم الآلام والمآسي والخيانة والتواطؤ الغربي الشامل، ولكن الطرق نحو النصر مفتوح، باذن الله، قريباً، واقرب مما يتصور احد.

رابط فيديو: خطبة الجمعة: 20-10-2023: https://youtu.be/jLEIo1RBqBI