بسم الله الرحمن الرحيم
موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:
بتاريخ 14 ربيع الاول 1445هـ الموافق له 29 ايلول 2023م
نبي الرحمة
أرسل الله تعالى محمدا آخر الأنبياء، وجعله نبي الرحمة، ومن رحمته أن الله تعالى ايده بالقرآن الكريم، الذي أكد صفاته العظيمة التي تؤكد بشارات الأنبياء بحقه، وخاصة ما جاء في سورة الأعراف وحياً إلى سيدنا موسى عليه السلام (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157)).
إن أهم ما بعث به محمد صلى الله عليه وسلم انه وضع الأصر عن أمته، حيث كان التحليل والتحريم على الأمم السابقة، وخاصة على اليهود عقوبة عليهم بسبب المعاصي والآثام التي ارتكبوها، اما الحلال والحرام على أمة محمد صلى الله عليه وسلم فهو وفق المنفعة والضرر، وفق ما يصلح شأن الإنسان وتيسير حياته، وهذا ينطبق على كل شريعة الإسلام ، فلوا أن البشرية اليوم فهمت هذه الرحمة لكان وضع العالم كله أفضل بكثير مما هو عليه الآن.
كما أن رحمة الله تتمثل في أن الله تعالى لم يعط محمدا صلى الله عليه وسلم المعجزات التي طلبها المشركون، لأنهم سُيعذبون وسيُهلكون إذا لم يؤمنوا إثرها، فكان قمة الرحمة، إن صبر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عليهم حتى آمنوا جميعا تقريبا بعد حوالي 20 عاما من الحروب والحصار وأنواع الخصومات.
إن الأمة اليوم لا تعي حقيقة أهمية هذا النبي الكريم، وإلا لكانت أوضاعنا أفضل بكثير، وأن ظاهرة المقاومة التي تخترق المشهد المأساوي الذي تعيشه الأمة الإسلامية، إنما ظهرت وتبلورت لارتباطها بالنبوة وبالقيم العظيمة التي ارساها الإسلام من خلال هذا النبي العظيم، نبي الرحمة.
كما أننا ناسف للفكرة التي تم ترويجها في السنوات الأخيرة، وأثرت على نوعية وحجم الاحتفال بمولد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، حيث اعتمد البعض الفكرة القائلة بأن الاحتفال بمولد محمد صلى الله عليه وسلم بدعة، هذه الفكرة التي تعتمد على تفسير خاطئ للحديث الشريف (… كل محدثة بدعة وكل بدعة صلالة…)، تم ترويجها من خلال مواقف سياسية معينة وانفاق كبير، لو وضع في مكانه الصحيح لكانت الأمور أفضل بكثير
رابط فيديو: خطبة الجمعة: 29-3-2023: https://youtu.be/Wk-XuZ7Pzi8