الدين النصيحة

بسم الله الرحمن الرحيم

موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:

بتاريخ 16 صفر 1445هـ الموافق له 1 ايلول 2023م

الدين النصيحة

‏‏حديث صحيح مشهور على ألسنة الناس، قال صلى الله عليه وسلم: “الدين النصيحة، قالوا لمن يا رسول الله قال لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم…” ، المقصود ان تكون نصيحتك خالصة لله ولرسوله وان توجهها للجميع، القادة والعامة من الناس…الخ.

ثمة مشهدان في القرآن لنبيّيْن كريميْن قدما النصح لقومهما، ولكنهم أبوا الا الكفر، فوقف صالح عليه السلام امام قومه بعد الدمار والهلاك قائلاً: “فَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَٰكِن لَّا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ ” (الاعراف – 79)، وتكرر المشهد مع شعيب عليه السلام قائلا: “فَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ ۖ فَكَيْفَ آسَىٰ عَلَىٰ قَوْمٍ كَافِرِينَ (الاعراف – 93)، وفي تاريخ العرب شخصية اشتهرت بالحكمة والنصح لقومه، ولكنهم لم يستمعوا اليه فكان هلاكهم، دريد بن الصمة يقول:

أَمَرتُهُمُ أَمري بِمُنعَرَجِ اللِوى           فَلَم يَستَبينوا النُصحَ إِلّا ضُحى الغَدِ

كما ان الناس يرددون حكمة (النصيحة بجمل) ولا يعلمون قصتها وهي على ما يبدو قصة حقيقية عن رجل كان “يتقاضى” ثمن نصيحته جملاً، وهو ثمن مرتفع ولكن النتيجة كانت اهم واكثر نفعا من جمل وهذا ما نريده ان شاء الله.

نوجه نصيحتنا لقومنا في كل صعيد وفي كل آن ولا نخشى غضب احدٍ او عتبه، فهدفنا هو الله تعالى، ننصح كل الذين لا يزالون يثقون بالاميركي ووعوده، والصهيوني وعهوده، ان ينتبهوا للذي حصل للذين من قبلهم، في لبنان كما في غير لبنان، وفي كل العالم العربي كما الاسلامي، لقد ثبت ان طريق المقاومة هو الطريق الأسلم والذي سيخرجنا في نهاية المطاف مما نحن فيه الى العزة والكرامة والنصر، لا تكن ايها المسلم، ايها العربي، ايها الشريف حيثما كنت، اداةً في يد المستكبر الاميركي او غيره، لقد خلقك الله حراً فلماذا تكون عبد غيرك؟، كما ننصح في هذه الفترة أهلنا في مخيم عين الحلوة وكل من يعينيهم الامر ان يكونوا على حذر كامل، لأن عين العدو الصهيوني، ومن خلفه الاميركي، وبعض العرب او الاعراب او كثير منهم على هذا المخيم، الذي هو رمز للصمود ورمز للعودة، يريدون تدمير المخيم وتهجير اهله، كما حصل في مخيم نهر البارد عام 2007، مع اختلاف الاسباب والظروف، ونحن على يقين من مخططاتهم كما أننا ايضا على يقين باذن الله بفشل هذه المخططات وارتدادها في نحور المخططين والمتآمرين، ولكن علينا بالحذر والانتباه الشديد الى ان اي خطأ سيرتد علينا جميعاً، نوجه الجميع ألا يكونوا أداةً في يد المتآمرين: ان اي اغتيال او اي عمل أرعن، سيحَول المرتكبين الى اداة طبيعية في يد المتآمرين تنفذ من خلاله المؤامرة، سواء اعترفوا بذلك ام أنكروا، وعوْا ذلك أم جهلوا، وان اية معركة مفترضة، لن تكون الا جزءاً من المؤامرة.

نعم، المخرج هو الاحتكام الى الاجماع الفلسطيني بتسليم المرتكبين الى القضاء اللبناني والاجهزة الامنية، ولا بد لذلك من تدبير اجراءات وحوار يطمئن الجميع حتى تسير الامور بالشكل السليم.

رابط فيديو: خطبة الجمعة: 1-9-2023: https://youtu.be/BH4FwXvQf3Q