بسم الله الرحمن الرحيم
موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:
بتاريخ 2 صفر 1445هـ الموافق له 18 اب 2023م
يجب مواجهة الشذوذ
ما كنت أظن في يوم من الأيام وبعد حوالي خمسين عاما من إعتلاء المنابر والخطابة يوم الجمعة، والمواعظ والكلمات في المناسبات، اننا سنضطر لتخصيص خطبة كاملة للحديث عن الشذوذ وعن افعال قوم لوط الشنيعة، ولكن وجود نواب منحرفين وجمعيات ومؤسسات مدعومة من الصهيونية العالمية والاستكبار العالمي علانية أو بالسر، مباشرة أو بشكل غير مباشر، يدعون بكل وقاحة لتعديل المادة 534 من قانون العقوبات اللبناني الذي يدين العلاقات الخبيثة التي تمارس خلافا للطبيعة البشرية، رغم أن عقوبتها شكلية، عام من السجن فقط، هؤلاء الذين يتحدون الأديان والأخلاق والنظام العام ينبغي فضحهم وإدانتهم، بكل الوسائل المتاحة، نعلم أن مجتمعنا محصن بشكل عام ضد هذا الانحراف المشين، ولكن لابد أن نتعاون جميعا لحصار دائرة الفساد هذه، والحؤول دون توسعها…
ولعل أبلغ دليل على ان مجتمعنا محصن، أن أحد أسوأ النواب في هذا الصدد تم طرده من مجلس عزاء في منطقته (عيتات) بسبب موقفه المخزي من القانون المذكور، ولكن لابد من التساؤل: طالما ان قصة سيدنا لوط عليه السلام وعقاب قريته او القريتين (سادوم وعامورة)، حسب التسمية التوراتية، [وهنا لا بد من ملاحظة، ان القرآن عادة يقص القصص للعبرة والموعظة ولا يذكر التفاصيل، كالاسماء والمكان والتواريخ، فيما تغوص التوراة في التفاصيل، ولنا تعليق، فاسم القريتين سادوم، يعني الندم، وعامورة، يعني الغارقة، فهل سميت القريتان بهذين الاسمين بعد الدمار والغرق، فأصبح (الندم والغرق)، صفتين لهاتين القريتين؟] طالما أن هذه القصة متفق عليها بين اتباع الشرائع السماوية، فكيف يمكن لجهات تدعي الانتماء إلى المسيحية أن توافق على هذا الانحراف الأخلاقي الخطير؟ علما أن العذاب الذي أنزل على قوم لوط، لم ينزل على أية أمة أخرى، المثال أمام أعيننا واضح كما قال تعالى: (وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ (137) وَبِاللَّيْلِ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (138)(الصافات) ، وقوله تعالى من سورة العنكبوت: (وَلَقَد تَّرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (35))، يعني انظروا إلى هذا المكان، هل ثمة مكان في العالم كله فيه مياه كبريتية مالحة حارقة، تنعدم فيها جميع أنواع الحياة، مثل البحر الميت، أو بحر لوط كما يسميه البعض، ولا يزال “تمثال” الملح حيث عذبت زوجته ماثلا للعيان، الا تكفي هذه الآية الربانية الدائمة لتفهم البشرية أن عذاب هؤلاء كان أشد عذاب في تاريخ الاقوام الظالمة فضلا عن اختفاء آثارهم باعتبار أن الارض قلبت بهم (… جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا …) (هود – 82).
نعم نعلم أن بني إسرائيل زوروا تاريخ الأنبياء بشكل بشع، وزعموا أن لوطا، على سبيل المثال، ثمل وزنى بابنتيه، وينسب بنو إسرائيل ان عشيرة موأب وعشيرة عمون هم أبناء سفاح من لوط وابنتيه… هذا الكفر نرفضه وندينه، ولكننا نشير هنا إلى ما نتوافق عليه، وهو ادانه التوراة كما القرآن لفعل الشذوذ الجنسي وإنزال العقوبة الربانية القصوى على المرتكبين… كما أننا ندين تلك الحركات والجهات التي تدعو إلى هذا الانحراف في أوروبا واميركا، مذكرين إياهم أن العِلم اكد أن جرثومة الايدز أو السيدا نشأت من علاقات الشذوذ، وانتشرت من العلاقات الجنسية المتعددة، فكيف تجرؤون على الدخول في هذا النفق المظلم؟ والمؤسف أن بعض كبار الرؤساء مثل (بايدن) يعلن علنا انه مع هذا الانحراف، فيما (ترامب) مثلا ورغم جنونه وتصرفاته غير المتزنة يقف ضد هذا الانحراف … الخ.
ان تغيير التسمية من الشذوذ والانحراف إلى المثلية أو غير ذلك ، لن يجعله حلالا في الشريعة ولن يخفف من خطورة هذا الأمر…
ندعو اللبنانيين جميعا من كافة الطوائف والفئات والمناطق والفئات والمناطق والانتماءات، ندعو الشرفاء والواعين منهم إلى توحيد الموقف من هذا الخطر الأخلاقي الهدام.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نحيي الأسرى في سجون الاحتلال على صمودهم الأسطوري وبطولاتهم في وجه الصلف الإسرائيلي، وآخر هذه البطولات وليس آخرها ان ألفاً من الاسرى الابطال اعلنوا الاضراب عن الطعام، كما نوجه التحية للاسيرة فدوى حمادة التي تتعرض لابشع انواع الاضطهاد، مؤكدين أن هذا الصمود إلى جانب بطولات المقاومين وأهاليهم مع المهاجرين الذين يزدادون ايمانا بالقضية والتحرير رغم ابتعادهم الجغرافي عن الوطن، إضافة إلى اهلنا في 1948 وكذلك في الشتات، جميع هؤلاء يشكلون صخرة الصمود الفلسطيني، ولن تستطيع المؤامرات العالمية ولا الخيانة العربية ولا خيانة الأمانة والتآمر على مخيمات الصمود، كل ذلك لن يصلح في ثني المقاومين الشرفاء عن مسيرة المقاومة والبطولة حتى يأتي النصر قريب بإذن الله.
رابط فيديو: خطبة الجمعة: 18-8-2023: https://youtu.be/g7mVcN-sBYs