بسم الله الرحمن الرحيم
موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:
بتاريخ 26 ذو الحجة 1444هـ الموافق له 14 تموز 2023م
نهاية العام الهجري
- مع نهاية العام الهجري – القمري، لا بد ان نقف وقفة تفكر في الاوضاع، حيث امتلأ هذا العام بالبطولات والانتصارات المتلاحقة في فلسطين بشكل عام، وفي جنين بشكل خاص، ونتساءل اذا كانت هذه البطولات لم توقظ الامة الاسلامية وتعيدها الى طريق الصواب، فما الذي يمكن ان يوقظها؟.
- وفي نفس السياق تأتي الذكرى السابعة عشر لعدوان تموز 2006 لتهز الضمائر وتطرق العقول الغافلة، الم تر هذه الامة هذا الانتصار وكيف غيّر التاريخ؟ وبدأ العد العكسي للامن الصهيوني، واصبح الكيان في موقع الدفاع بعد ان كان يرهب الجيوش العربية مجتمعة، لقد تغير التاريخ ولم تعد المسلمات التي كانت “تاريخية” بالنسبة لكثيرين هي التي تحكم موازين العالم.
- من جهة اخرى نحن ندعو الى دراسة الاشهر القمرية التي ارتبطت بأربعة شهور، سميت الاشهر الحرم التي حُرّم فيها القتال، الا في حالات معينة، لقد اكدت الآية الكريمة (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) (التوبة – 36)، على حرمة القتال في الاشهر الحرم مما يدعونا لأن نتفكر ملياً فنقول: إن الإسلام دعا لحقن الدماء ولكل ما يمكن ان يضع حداً للحروب العبثية.
- كما اننا ندين موقف البرلمان الاوروبي الذي يقف حائلاً دون عودة النازحين السوريين، وهو يمنع عملياً اعادة اعمار سوريا وعودة الحياة الطبيعية… لماذا؟ لان سوريا دعمت المقاومة وعرقلت التسوية الاميركية في المنطقة، وبثت روح الممانعة لدى الرأي العام العربي، وكل ذلك يتعارض مع السياسة او السياسات الغربية قاطبة، من اميركا الى اوروبا وغيرها، وللاسف انهم يتقنون الاختباء وراء شعارات طنانة كحقوق الانسان وحرية التعبير والحرص على سلامة المواطنين الى اخر ما هنالك من الاكاذيب التي تخفي هدفهم الحقيقي، وهو حماية الكيان الصهيوني وتأمين تفوقه العسكري على “جيرانه”، ولقد ظهر ذلك واضحا في توقيف المناضلة البطلة سهى بشارة في اليونان، والزعم بانها تشكل خطرا على الامن الاوروبي وامن اليونان بشكل خاص، وليس بعيدا عن ذلك التناقض الكبير بين الشعارات الفرنسية التاريخية، وبين ابقاء المناضل جورج عبد الله قيد الاعتقال دون اي مبرر قانوني او اخلاقي، يطلبون منه الاعتذار عما فعل، بعدما قضى عمره في السجون، وهل ثمة قانون يفرض ذلك او حتى اقتراح في النصوص؟، وبالتالي نحن نحيي موقفه الرافض للخضوع لهذا الابتزاز السافل، وهو يشكل بموقفه هذا نموذجاً للمناضلين الاحرار في كل مكان.
- نحن نعاني من شعارات دول العالم الاول، كما يسمى نفسه، وتناقضها الصارخ مع الواقع، حيث ظهر هذا واضحا من الموقف من “الخيمتين” اللتين نصبتا في ارض لبنان، فيما السكوت عن حوالي 250 دونما من اراضي الغجر يحاول الكيان الصهيوني ضمها عمليا للاراضي المحتلة.
ولا شك ان وسائل الاعلام الغربية تعطي ابشع مثال للانحياز الى جانب الارهاب الصهيوني، وتشويه مقاومة اهلنا في فلسطين وحيثما وجدت مقاومة.
- ليس ثمة حق دون قوة تحميه، وها هي المقاومة تسترجع حقوقنا شيئا فشيئا والله الموفق والهادي الى سواء السبيل.
رابط فيديو: خطبة الجمعة: 14-7-2023: https://youtu.be/kdc8LWh-9×0