بسم الله الرحمن الرحيم
موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:
بتاريخ 5 ذو الحجة 1444هـ الموافق له 23 حزيران 2023م
الحج والجهاد
قال تعالى: (جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ …) (المائدة – 97) صدق الله العظيم، يعني ان الله جعل الكعبة سبباً لعلو شأن الامة وتقدمها والتحاقها بركب خلافة الله في الارض كما كتب الله للانسان، ولعل من اهم مصاديق هذه الآية، ان الاسلام انتشر من خلال الحج، ذلك الاوس والخزرج استمعوا الى رسول الله في موسم الحج وتأثروا بكلامه فأسلموا ثم هاجر رسول الله اليهم، وبدأ انتشار الاسلام في الآفاق.
الحج اليوم لا يقوم بهذا الدور، يفترض ان يُعبّأ الحجيج خلال المناسك وخطب الجمعة والدروس وسائر وسائل الاعلام خلال كل الشعائر، بالمفاهيم الاسلامية الكبرى، وحدة الامة، الجهاد، فلسطين، مواجهة الاستكبار، وسائر المفاهيم تدفع الامة نحو الامام وتنقلها من حضيضها الى طريق القمة، ولكن هذا لا يحصل في ايامنا هذه.
لقد كان موسم الحج الماضي ادنى نقطة وصلت اليها الامور، حيث اعتلى منبر عرفات رجل التطبيع، الذي زار محارق اليهود في اوشفيتز واعلن عن اسفه وتعاطفه معهم هنالك وتحدث عن ابناء العم وضرورة السلام … الخ، اليوم، الامور افضل بكثير، وتظهر السعودية اليوم ابعد الى التطبيع على عكس ما “بشر” به نتنياهو، وثمة خطوات نتمنى ان تحمل الخير الى امتنا.
هل سنستمع في يوم قريب من منبر المسجد الحرام او مسجد نمرة في عرفات او مسجد الخيف في منى، الاشادة بكمين نابلس وتدمير الآلية الصهيونية التي يبلغ وزنها 9 اطنان والمصفحة بكل انواع التصفيح، والتي ظلت في مكانها ساعات قبل ان يسحبها العدو ويجرها جراً؟ هل سنستمع الى كل ما يدعم المقاومة وصمود اهلنا في فلسطين؟.
هل سنستمع الى الاشادة بجهاد اهل الضفة ونابلس وجنين خاصة، وتشبيه موقف آباء وامهات الشهداء الابطال بما نسمعه عن الصحابة الكرام واقدامهم الى مواجهة الشرك والمشركين بكل بسالة … الخ.
حتى الآن: اهتمام الحجاج يتوجه الى التسوق والتنافس في الحصول على البضائع اليابانية والكورية وغيرها باسعار تنافسية، او يستمعون الى وسائل الاعلام تشيد بالانجازات العمرانية في المناسك (وهي هامة على كل حال) ولكنها ليست الاهم خلال اداء المناسك.
ان التوجه العربي الرسمي يضغط باتجاه ان تتنازل حركات المقاومة في غزة خاصة وسائر فلسطين عن المقاومة، مقابل اعادة الاعمار وانشاء المؤسسات، واعادة بناء المطار والميناء والطرقات وسائر المؤسسات، وهذا لن يكون، ان موسم الحج يجب ان يتحول الى كل ما يمكن ان يحول المقاومة الى سلوك عارم يشمل الامة كلها بكل انتماءاتها، لا ان يكون فريق يتهم المقاومة ويدينها ويشيطنها … الخ، ولن يكون بأي حال من الاحوال وقف المقاومة ثمناً لاعادة الاعمار.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
ان اطرف ما سمعناه عن زيارة لودريان ومهمته، الحديث عن حذائه باللون البني الفاتح الذي يوحي بأنه ليس في مهمة رسمية، بل كأنه في نزهة في ايام عطلته، وكأنها اشارة الى عدم الاهتمام وعدم الجدية…
على كل حال اننا نرحب بالمبادرة الفرنسية، ونرى ان عرقلة الانتخاب انما تأتي لاسباب شخصية وانانية من البعض وتوجهات خارجية من البعض الآخر، ولن يكون الا ما يريده الله، والذي نراه ان الله يرعى هذه المقاومة ويسددها ويدافع عنها ويحميها، بغض النظر عن المؤامرات والرؤساء ومن يأتي ومن لا يأتي.
رابط فيديو: خطبة الجمعة: 23-6-2023: