هل تتكرر بدر الكبرى؟

بسم الله الرحمن الرحيم

موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:

بتاريخ 18 رمضان 1442هـ الموافق له 30 نيسان 2021م

هل تتكرر بدر الكبرى؟

نعم، فغزوة بدر الكبرى ليست حدثا في التاريخ، انما قاعدة للنصر الدائم والمتكرر، عنوانه نصر من اللهِ، ولكن الله جعل للنصر الذي يؤيد به عباده، جعل له شروطاً وقواعد وقوانين، فصحيح انه نصرٌ ينزل من الله على عباده، ولكنه في نفس الوقت يصعد من الارض الى السماء، بمعنى ان الله اشترط على المؤمنين الصدق والصبر وحسن الاعداد بأقصى ما يستطيعون، كما اشترط عليهم عدم التنازع، والقتال صفاً واحداً … الخ، وهو عند ذلك ينزل النصر على غير القواعد التي يعرفها البشر ويحسبونها ويقدرونها…

والواقع انه من يدقق في انتصارات المؤمنين خلال التاريخ كله يرى (بدرا) تتكرر في كل مرة بشكل من الاشكال وصولا الى انتصارات المقاومة في غزة وفي لبنان وفي كل مكان، فالكل يعلم انه ثمة خللاً كبيراً في ميزان القوى لصالح العدو الصهيوني الذي يتمتع بدعم عالمي وعربي فضلا عن الظروف التي تقاتل خلالها المقاومة ولكنها تنتصر وتثبت في كل مرة، ان بدرا الكبرى ليست حدثا في التاريخ بل قاعدة لكل نصر في كل مكان وزمان.

وهكذا فان الله ينصر عباده المؤمنين بتسخير مخلوقاته كلها، كما حصل في بدر، سخر في بدر الطب النفسي – اذا جاز التعبير – فإذا بأعداد المشركين تظهر في عيون المؤمنين اقل من حقيقتها فيتشجعون والعكس صحيح، فالمشركون رؤوا المسلمين اقل من عددهم فاستخفوا بهم، كما سخر النوم فنام المسلمون ملء جفونهم فيما سهر المشركون على عبثهم ومجونهم فقاموا متعبين… وسخر الله المطر فهطل عند المسلمين ولم يهطل عند المشركين فأصبح الرمل ثابتاً تحت اقدام المسلمين … الخ.

كذلك اننا لا نستطيع ان نفهم انتصارات المقاومة في غزة ولبنان إلا بنفس القواعد التي انتصر من خلالها المسلمون في بدر، وصولا الى انتصار المصلين في باب العامود حيث استطاع المؤمنون ان يكسروا القرار الاسرائيلي وان يثبتوا ان القدس لنا والصلاة في الحرم جزء لا يتجزأ من وجودنا ومقاومتنا.

كما ان الانتقام الالهي واضح في انهيار الجسر والتدافع في احتفال المغتصبين في جبل الجرمق، وكأنه انتقام الهي في وجه من لا يريدون لنا الصلاة…

ولو فهم المسلمون دينهم وعملوا به لكن النصر اقرب اليهم من حبل الوريد، ولكنهم ابتعدوا فابتعد النصر عنهم، وتشتتوا فتشتت قوتهم، وضعف ايمانهم بالله، فآمنوا بالظواهر المادية ولم يؤمنوا بان ما عند الله خير وابقى، عسى ان يغير الله ذلك قريبا بإذن الله، وان غدا لناظره قريب.

رابط فيديو: خطبة الجمعة: 30-4-2021: https://youtu.be/9YQ9obrPTvs