بسم الله الرحمن الرحيم
موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:
بتاريخ 22 شوال 1444هـ الموافق له 12 ايار 2023م
ثأر الأحرار
العملية التي تدور رحاها في فلسطين المحتلة، معركة الاحرار والابطال ومقدمة حتمية ليوم زوال اسرائيل قريبا باذن الله تعالى، وفي خضم هذه المعركة التاريخية نؤكد ما يلي :
اولا: هي معركة الارادة، هذه الارادة التي استغلت كل الفترات الماضية لحفر الخنادق ولصناعة الصواريخ او استقدامها من الخارج، وصولا الى صنع الصواريخ الدقيقة، الارادة اولاً ، حيث عزم هؤلاء الشباب الابطال على تحضير انفسهم افضل ما يمكن للمواجهة التاريخية، وليس امراً بسيطاً ان يقول القائد زياد نخالة مثلا: ان ما اطلقناه حتى الآن ليس الا المخزون الذي نخشى عليه من التلف مع مرور الوقت ولم يحن وقت الصواريخ الاكثر دقة والاكثر تدميراً… لقد نفذوا أمر الله تعالى بدقة “واعدوا لهم ما استطعتم”.
ثانياً: هي معركة الوعي، لقد استطاعت الدعاية الغربية مستندة الى الجهالة العربية والامراض النفسية ان تقنع شريحة واسعة من امتنا، خلال 75 عاماً ان جيش اسرائيل هو الجيش الذي لا يقهر، وان اسرائيل هي جزء من العالم الغربي بحضارته وتقدمه، وان حقه في فلسطين حقٌ تاريخي مقدس، اين تلك الاوهام اليوم؟ المقاومون لم ينخدعوا بتلك الدعاية الا لما وصلنا الى ما وصلنا اليه، كما أوهمتنا الدعاية الغربية ، ان المجتمع الاسرائيلي موحد ومتماسك، واننا نرى اليوم مصداق قوله تعالى: ” … تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ … ” (الحشر – 14).
ثالثاً: علينا ان نتذكر دائماً ان الصهاينة يعيشون هاجس الزوال والذبح اكثر منا جميعاً، وهم يترقبون الاحداث، وعندما يرون العلامة التي ينتظرونها ويخفونها، سيكون الموقف الطبيعي للاكثرية منهم هو الهروب والتدافع الى المطارات والموانيء والحدود، ولن يبقى الا تلك الفئة المتطرفة التي تأبى الخروج، وهي التي سيتم ذبحها خلف الحجر والشجر، كما ورد في الحديث الشريف.
رابعاً: ان مقاومة الصهاينة المحتلين، فرض واجب، وليس سنة او نافلة مثلاً، هو فرض على الامة كلها، على المستطبعين، وان تخلت الامة عن واجبها وأخلت واجباتها، فان هذا لا يبرر للقادرين الواعين التخلي عن هذا الواجب، فلقد اكد رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه “لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خالفهم حتي يأتي أمر الله“، وكما قال “لا تجتمع أمتي على ضلالة” ، لا يمكن ان تصل الامة كلها وان تترك الجهاد، والتاريخ الطويل يؤكد لنا ذلك… واننا نقول بالفم الملآن ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك: “من يكن به خير يُلحقه الله بنا“.
خامساً: ان اهم ما في هذه المعركة والمعارك التي سبقت، ان قرارها بيد المقاومة وليس بيد المحتلين، المقاومة تفرض شروطها وتستمر في اطلاق الصواريخ بانتظار رضوخ الصهيوني لشروطها، وهذا من اهم ما في هذه المعركة.
سادساً: اكدت هذه المعركة وحدة الساحات وغرفة العمليات الموحدة، وتوزيع الادوار بهدوء بين حماس والجهاد وسائر الجهات المقاومة، وان وحدة المقاومين حقيقة لا تزعزها الاكاذيب والاراجيف.
رابط فيديو: خطبة الجمعة: 12-5-2023: https://youtu.be/dyyRHwwMlcA