بسم الله الرحمن الرحيم
موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:
بتاريخ 2 رمضان 1444هـ الموافق له 24 اذار 2023م
الصيام وأوضاعنا
الآيات التي تتحدث عن الصيام في القرآن الكريم، ختمت بقوله تعالى ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) (البقرة – 186).
من اجل ذلك نرجو من الله تعالى ان يستجيب للصائمين وان يفرج الكروب وان يجعل هذا الشهر باباً لكل فرج.
وفي هذا الصدد نقول قد استجاب ربنا لدعاء اسرانا الابطال ، فاستطاعوا بجهادهم وصبرهم ان يسقطوا القرارات الجائرة لتي اتخذت بحقهم من خلال الوزير المتطرف بن غفير، ولا شك انهم حققوا انتصاراً حقيقياً على الصلف الاسرائيلي والتكبر الصهيوني الذي بلغ مداه من خلال هذه الاجراءات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيت الصيفي:
وفي هذا الصدد، ومع الفارق الكبير بين الامرين، فان الضجة التي اثارها البعض فيما يعني تأجيل التوقيت الصيفي لم تكن في محلها على الاطلاق، وخاصة انهم حاولوا ان يغطوا موقفهم الطائفي البغيض، بالقول انهم يحتجون على الاسلوب الذي اتبع في اتخاذ القرار والارتجالية وتأخر الوقت، وان كل ذلك لم يخف الحقيقة المرة، التي لمسناها، لقد كان ذلك واضحاً عندما اعترض جبران باسيل على موعد انتخابات عام 2020 حيث قال ونحن ايضا عندنا صوم، فكشف عن السبب الحقيقي، مع العلم ان الكل يعلم انه لم يكن في يوم من الايام لصوم اخواننا المسيحيين، اي توقيت خاص، واي اجراءات خاصة لاختلاف طبيعة صيامهم عن صيام المسلمين الذي يفرض نفسه على المجتمع كله، بحيث نرى البرامج التلفزيونية، مثلا، تختلف تماماً وتراعي تغير المواقيت والاهتمامات حتى اصبح شهر رمضان شهر المسلسلات والبرامج الخاصة، وسواء كنا مسرورين بهذا ام كنا معترضين، فان نظام صوم شهر رمضان ومواقفه تفرض نفسها على المجتمعات كلها، سواء من يصوم منهم ومن لا يصوم، وهذا لا ينطبق على صيام المسيحيين، الذي نحترم ونجل، ولكنه مختلف ولا يتطلب تغيير المواعيد ونظام الحياة اليومية.
انها لمؤلمة جدا ردة الفعل الطائفية البشعة التي ظهرت من التيار الوطني الحر وحزب الكتائب، وكنا نتمنى الاّ يحصل ذلك لدلالته القاسية على التعايش والمفهوم العام للمواطنية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اما عن الموقف الذي اعلنه وزير المالية الصهيوني (سموترتيس) حيث زعم انه لا يوجد شيء اسمه الشعب الفلسطيني، كما انه اظهر خريطة تجعل الاردن جزءاً من فلسطين المحتلة، فان يدل على الاهداف الصهيونية الحقيقية ويفضح مزاعم اسرائيل بالالتزام بالقوانين الدولية والاتفاقات المعقودة، مما ينبغي ان يضعنا في حذر حقيقي من كل المزاعم الصهيونية .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كما انه من حقنا ان نعجب من المظاهرات الفرنسية العارمة التي ترفض رفع سن التقاعد، مع العلم ان فرنسا تقدم افضل الضمانات والتقديمات الاجتماعية في اوروبا، بل في العالم، الا من بعض الدول الاسكندنافية، وكأن هؤلاء لا يشعرون بالنعم التي انعمها الله عليهم ، مما يثير العجب والاستهجان.
رابط فيديو: خطبة الجمعة: 24-3-2023: https://youtu.be/m3gSsh5ZzZg