د. نبيل الراعي! تليق به الحياة

بسم الله الرحمن الرحيم

د. نبيل الراعي! تليق به الحياة

بقلم: الشخ ماهر حمود

من أي باب وتحت أي عنوان أكتب عن المرحوم د. نبيل الراعي؟… ومهما يكن من الأمر، فإن العنوان الأقرب إلى نفسي هو العنوان العائلي، لقد كان بحق واحدا من عائلتنا، فرداً عزيزاً، يشاركنا في كل المناسبات حتى لو بعدت المسافات، لقد كان صديقا حميماً لأخي د. وليد، منذ الطفولة إلى دراسة الطب، في مصر إلى الزمالة، إلى كل تفاصيل الحياة، وبذلك أصبح فردا من الأسرة، نشعر بأنه منا وفينا في كل الأمور وانسحب ذلك على كامل العائلتين، كنا ولا نزال سعيدين بهذه العلاقة وتفاصيلها.

ثم إنه كان طبيباً ناجحاً، إنسانيا قريباً من الناس، شعبياً بكل ما للكلمة من معنى، وما دفعه لأن يهتم بكرة القدم، على سبيل المثال، هو عدد الناس الذين تجمعهم هذه اللعبة، تراه سعيدا باختلاطه مع الناس من كافة الأعمار والمستويات، لا يضع أية حواجز بينه وبين الناس، وكان مميزا في ذلك.

أما عن السياسة فكان وطنيا محباً لكل ما يمكن أن يصلح أحوال الأمة، يراقب تقلباتها، وأصابه ما أصاب الكثيرين من إحباط عام، الا من العمل الإجتماعي والتواصل مع الناشطين في كافة المجالات… والحق أقول… لقد ثبت أن بعض ما كان يقوله كان صحيحاً، كان يعود من مصر دائما حانقا، مثلاً، على ما كان يلاحظه من بعض الإسلاميين من تطرف، كان في أوله، وكنت في موقع المدافع بالتأكيد، حتى تبين أنه كان على جانب من الحق لم أكتشفه وقتها… والأهم من ذلك كله… ينطبق عليه تلك الصفة المتداولة… تليق به الحياة، ويليق به كل عمل اجتماعي وسياسي وكل ما يتعلق بالشأن العام.

أما في السنوات الاخيرة، وبسبب الوباء، وقد اختار حديقة بيته ومراقبة الاسماك الجميلة وتأمل الطبيعة ، فقد فاجأني بأنه على اطلاع على كل شيء، وانه يحتفظ برؤيته الواضحة ووطنيته التي لم تغيرها الظروف، فضلاً عن حرارة العاطفة والتعبير عن المشاعر الصادقة التي كانت تلازمه دائماً مع ابتسامته الدائمة وضحكاته المميزة.

إنها إرادة الله وقدره المحتوم، فلله ما أعطى ولله ما أخذ، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

رحمه الله وجعله من المقبولين…