هل النفوذ الامريكي قويٌ الى هذا الحد؟

بسم الله الرحمن الرحيم

موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:

بتاريخ 4 رمضان 1442هـ الموافق له 16 نيسان 2021م

هل النفوذ الامريكي قويٌ الى هذا الحد؟

امام تعثر مرسوم تعديل الحدود البحرية الجنوبية مع العدو الاسرائيلي، وأمام التدخلات المتنوعة من التدخل الفرنسي وما تلاه ومن زيارات تم حظرها او الغاؤها، الله اعلم، وأمام زيارات الرئيس الحريري المتعددة وآخرها الى روسيا والتي تبدو انها دون جدوى، وامام التدخل السافر للأميركي في الحدود البحرية وما يفترض ان يرتبط بها من مفاوضات، يشعر اللبناني انه في مهّب التدخلات المتنوعة حتى اصبح من المستحسن ان يتساءل عن هوية هذا الوطن الصغير، وعن سيادته المسلوبة، وعن حقيقة ما يمثله هذا الكيان…

امام كل ذلك ننصح المسؤولين اللبنانيين كافة ان يتمعنوا في عنوان صحيفة اميركية رئيسية اذ أعلنت بالعنوان العريض، بعد اعلان الرئيس بايدن عن انسحاب وشيك من افغانستان : ان الاميركيين انفسهم لا يعلمون لماذا هم موجودون في افغانستان، لنقول ان هذا العنوان ينطبق على كافة السياسة الخارجية الاميركية، فالأميركي لا يعلم بالتأكيد لماذا يتدخل في ترسيم الحدود اللبنانية البحرية الجنوبية، نعم انه يعلم انها لمصلحة اسرائيل، ولكن هل يعلم لماذا ينبغي ان يدعم اسرائيل بالباطل وكيفما اتفق، وما هي المصلحة الاميركية من ذلك، وكيف يتوافق هذا التدخل السافر الظالم مع الشعارات الكبرى الكاذبة التي ترفعها الولايات المتحدة، حول حقوق الانسان ونشر الديمقراطية في العالم؟.

نقول لجميع الذين يخشون من العقوبات الاميركية، انها شرف ووسام يعلق على صدورهم، وان التخبط الاميركي في السياسة الخارجية وتناقض الشعارات يجعلنا نرجح بل نؤكد ان الاميركي لن يعيش في سياسته المتخبطة هذه ليطبق العقوبات على من يفرضها عليه، لن يكون الاميركي قوياً إلا في الاعلام.

للأسف ان موقفاً لبنانياً داخلياً متماسكا كفيلٌ بأن يردع الاميركي والفرنسي وغيرهما، عن التدخل السافر، ولو كان السياسيون يحترمون انفسهم ومسؤولياتهم لما استدعى ذلك هذا التدخل السافر، ولكانت احوالنا على احسن ما يرام، ولكن للأسف يبدو اننا لا نستحق هذا الوطن الجميل، بل لا يستحقه من نصبوا انفسهم او نصبناهم مسؤولين عنا، وللأسف الشديد.

ولعله من المناسب في شهر الصيام ان نطالب الاخوة في اليمن الشقيق ان يرفعوا الحصار عن اخواننا في السعودية حتى يتمكنوا من معالجة مرضى الكوليرا والأطفال الذين يموتون جوعا وان يكفوا عن استهداف المساجد والمدارس والمستشفيات وكافة المرافق الحيوية  (…)، كذلك نطالب اخواننا في غزة ان يفتحوا المعابر للإخوة المصريين وان يفكوا الحصار عن اهلنا في مصر لكي يحصلوا على المواد الضرورية لاستكمال الصوم المبارك… اما الاخوة في سوريا فمطالبون بأن يعيدوا الدول العربية الى الجامعة العربية المزعومة وان يوقفوا الحصار عن الشعب الاميركي الذي لا نملك شيئا ضده، انما موقفنا ضد الادارات الاميركية المتعاقبة… ونفس الكلام ينسحب على لبنان الذي عليه ان يفك العزلة عن الاميركيين … الخ، هكذا تكون رسالة الصيام قد وصلت… ان قلب الحقائق هذا يشبه ما أنبأنا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم “كيف بكم اذا أمرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر …” ، الى آخر الحديث الشريف صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

رابط فيديو: خطبة الجمعة: 16-4-2021: https://youtu.be/fkItgbtdBvE