بسم الله الرحمن الرحيم
موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:
بتاريخ 18 شعبان 1444هـ الموافق له 10 اذار 2023م
(ديزنغوف) !
اختيار المقاومين الابطال لشارع ديزنغوف في تل الربيع (تل ابيب) لتنفيذ العمليات النوعية، اختيار موفق، لان هذا الشارع الرئيسي الذي يعتبر (شانزيليزيه) تل ابيب، يضج بالحركة والملاهي والمتاجر الفاخرة، وهو قد سمي على مؤسس هذه المدينة (مائير ديزنغوف) الذي اصبح بعد ذلك رئيس البلدية، ومن مكتبه اعلن بن غوريون في 15 ايار 1948 انشاء الكيان ال صهيوني، وهو زميل وشريك بن غوريون في ما قام به.
وثمة قصة حقيقية تروى حصلت لدى حفل استقبال أقامته بلدية تل ابيب عام 1921، لتكريم وزير السمتعمرات البريطانية آنذاك ونستون تشرشل، حيث استحضر منظمو الاحتفال شجرات من الصنوبر استقدموها من لبنان لتزيين مكان الاحتفال الذي كان مكاناً رملياً لا تنبت فيه الاشجار، وخلال الاحتفال سقطت شجرة من هذه الاشجار، وظهرت انها من غير جذور، فقال تشرشل لبن غوريون أخشى ان دولتك ستكون من غير جذور مثل هذه الشجرة.
ان الشهيد البطل (المعتز بالله الخواجا) ومن قبله الشهيد القائد (يحيى عياش)، ثم قبل عام من الآن الشهيد البطل رعد خازم وغيرهم قد قاموا بعمليات نوعية اصابت عمق الكيان ورمزيته في هذا الشارع بالذات.
نقول ونحن نقترب من شهر رمضان المبارك ان على الامة الاسلامية ان تدعم وتتبنى هؤلاء الابطال، فهؤلاء هم امل الامة، والعرق النابض في جسدها.
فلو ان الامة الاسلامية قامت بكل العبادات على احسن ما يكون من صلاة وصيام وزكاة وصدقات، ولم تقم بالواجب الجهادي ، فان المشهد يبقى ناقصاً وواجبهم تجاه الاسلام ليس مكتملاً.
ونسرد هنا الابيات الشهيرة التي ارسلها الامام محمد المبارك للقاضي عياض وهو يصف له جمال الاعتكاف في الحرم الشريف والانخراط في انواع العبادة في الحرم المكي، فيما كان الامام المبارك يشارك المجاهدين في حماية الثغور:
يا عابدَ الحَرَمينِ لوْ أبصرْتَنا لَعلمْتَ أنّك في العبادةِ تَلْعبُ
مَنْ كان يَخْضِبُ خدَّهُ بدموعِهِ فَنُحُورُنا بِدِمَائِنا تَتَخَضَّبُ
أو كان يُتْعِبُ خيلَهُ في باطلٍ فخيولُنا يومَ الصَّبِيْحَةِ تَتْعبُ
رِيْحُ العَبِيْرِ لكمْ ونحنُ عبيرُنا رَهْجُ السَّنابكِ والغبارُ الأطْيبُ
ولقد أتانا مِنْ مَقالِ نبيِّنا قَوْلٌ صحيحٌ صادقٌ لا يُكْذَبُ
لا يَسْتَوِي وغُبارُ خَيْلِ اللهِ في أَنْفِ امرئٍ ودُخَانُ نارٍ تَلْهَبُ
هذا كتابُ اللهِ ينطِقُ بَيْنَنا ليس الشَّهيدُ بميِّتٍ لا يُكْذَبُ
يبقى كل ما نفعله يشبه اللعب اذا لم ننخرط جميعاً في هذه المقاومة الجادة التي يقوم بها ابطال الضفة الغربية منذ سنة حتى الآن، بل وسائر فلسطين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الانقسام الصهيوني:
ان بني اسرائيل اشتهروا بتزوير سيرة الانبياء واتهامهم بكل نقيصة، واتهموا سليمان عليه السلام بالسحر، ورد الله عليهم فقال (وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ ) (البقرة – 102)، وقالوا ان داوود قتل قائد جيشه اوريا ليتزوج امرأته، وان لوطاً زنى بابنته وهو في حالة سكر، وان موسى عليه السلام اصيب بمرض منفر في اعضّائه… الخ، وان قادة اسرائيل الرئيسيين من هرتزل الى بن غوريون الى شمعون بيريز لم يكونوا متدينين، بل ان شمعون بيريز اظهر امتعاضه من سيدنا داوود، استناداً الى هذه الترهات … ان ظهور التطرف الديني الصهيوني الحالي، هو انقسام حقيقي له جذوره البعيدة، وهذا سيعجل بزوال اسرائيل، بل ان اسرائيل موجودة لا بسبب قوتها فقط بل بسبب تخلف الانظمة العربية والمجتمعات العربية وانغماسها بالشهوات والترف وتوافه الامور.
من خلال ظهور نخب الشباب الفلسطيني المتدين، في مواجهة التطرف الصهيوني المتجدد، ستصبح المعركة اوضح ، النصر اقرب باذن الله.
رابط فيديو: خطبة الجمعة: 10-3-2023: https://youtu.be/JdLNamXrEkE