بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ حمود يرثي الهلباوي
غادرنا الى الرفيق الاعلى منذ ايام الداعية المرحوم كمال الهلباوي، وذلك في منفاه الاختياري في لندن ، بعد عمر مديد قضاه في الدعوة الى الله ووحدة الصف الاسلامي والوطني، وان اول ما يتبادر الى الذهن عند الحديث عنه قول الشاعر:
ما حوى العلمَ جميعا احد
لا ولو مارسه الف سنة
انما العلم بعيد قعره
فخذ من كل علم ما احسنه
لقد حاول، رحمه الله ، ان يأخذ من كل حركة اسلامية احسن ما فيها، خاصة بعد ان اختلطت الاوراق، واضطربت المواقف الاسلامية بين مؤيد ومعارض لمحور المقاومة، واختلطت الاوهام المذهبية مع الحقائق البديهية، وضل الكثيرون الطريق، واختاروا السراب عوضا عن المنهل الشافي.
لقد فهم رحمه الله هذه المعضلة بكافة ابعادها، واختار ان يكون داعما لمحور المقاومة دون تردد، رغم الثمن الباهظ الذي دفعه.
التقينا به في عدة مؤتمرات ومناسبات، واستفدنا من تحاليله السياسية، وتجربته الواسعة في الحركة الاسلامية، وكان دائما متماسكا في الفهم واضحا في الرؤية جريئا في اتخاذ الموقف. ولن يضيع اجر عامل عند الله.