بسم الله الرحمن الرحيم
موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:
بتاريخ 19 رجب 1444هـ الموافق له 10 شباط 2023م
الزلزال ؟
نعرب عن التعاطف الحار والدعاء العميق للضحايا واهاليهم والجرحى والمهجرين الذين فقدوا بيوتهم، ومع كل المتضررين الذين تضرروا من هذه الكارثة الضخمة، ويهمنا في هذا الصدد ان نجيب على سؤال يتم طرحه بكثرة، هل الزلزال والفيضانات والكوارث الطبيعية هي عذاب من الله على من يستحق؟ او هي سنن طبيعية ينبغي النظر اليها من وجهة نظر علمية محضة دون البحث عن ابعاد غيبية؟.
الذي نؤكده ان الامم السابقة عُذّبت بكل انواع العذاب، والذين ذكروا في القرآن الكريم حسب الترتيب التاريخي: قوم نوح، قوم هود (عاد)، قوم ثمود (صالح)، قوم لوط (البحر الميت)، قوم ابراهيم وآل فرعون، وذكر غيرهم دون تحديد، هؤلاء عذبوا بكل انواع العذاب ولخص تعالى ذلك من سورة العنكبوت: (فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (40)).
ولكن على الارجح وبالدليل القرآني ومن السنة النبوية، ان امة محمد لا تعذب بمثل هذا النوع من العذاب، ودليل ذلك الآية الكريمة من سورة الانعام : (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَىٰ أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ ۗ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ (65)، ودعاء الرسول صلى الله عليه وسلم بعد ليلة عبادة قال: سَأَلْتُ رَبِّي ثَلَاثًا، فأعْطَانِي ثِنْتَيْنِ وَمَنَعَنِي وَاحِدَةً؛ سَأَلْتُ رَبِّي: أَنْ لا يُهْلِكَ أُمَّتي بالسَّنَةِ فأعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لا يُهْلِكَ أُمَّتي بالغَرَقِ فأعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لا يَجْعَلَ بَأْسَهُمْ بيْنَهُمْ فَمَنَعَنِيهَا [رواه مسلم برقم 2890]، اذا نزل العذاب على امة محمد صلى الله عليه وسلم يكون بالخلافات بينهم، وبروز فرق تنحرف عن الخط المستقيم مثل داعش والنصرة ومن يماثلهما، فلنتخيل مثلاً ان هؤلا (الانتحاريين) الذين فجروا انفسهم في الجيش السوري او اللبناني والمصري والعراقي والسعودي، فلنتخيل ان هذه القوة الكامنة في نفوس هؤلاء ومن معهم ممن حملوا السلاح وقاتلوا في كل مكان، لو انهم وجهوا قوتهم باتجاه الصهاينة ومن معهم، كم كان وضعنا سيكون افضل واقوى.
هذا نوع من العذاب، وكذلك تلك الفرق التي يزعم كل منهم انهم الفرقة الناجية، وكأن واحدهم يملك مفتاح باب الجنة، كما زعم الذين باعوا يوماً ما اراض في الجنة بما سمي وقتها بصكوك الغفران.
مثل هؤلاء جزء من عذاب الله على هذه الامة، اما الزلزال وسائر الكوارث، فانها ابتلاء يغفر بها تعالى الذنوب ويرفع الدرجات ان شاء الله.
العقوبات الجائرة:
وان اسوأ الذي رأيناه هو تلك العقوبات الاميركية الظالم ، التي تمثل اسوأ ما في البشرية من صفات… والاسوأ من العقوبات اولئك الذين يضربون بسيفها، يمارسون السياسة كأنهم جزء من تلك السياسة الفرعونية الاستكبارية الظالمة، ويبررون لها كل الظلم.
وسؤالنا: هل كل من امتلك القوة يصبح ظالماً؟ بالتأكيد لا، ولكن اميركا بقوتها الفائضة مارست ابشع انواع الظلم على الشعوب كلها منذ حوالي سبعين عاماً حتى الآن، وتسخّر كل طاقتها لخدمة الصهيونية بكل ما فيها من الانحراف، … وهل كل العقوبات الا نزعة فرعونية نمرودية، لا تخضع لأي قانون ولا لأي مبدأ أخلاقي.
ان الادارات الاميركية المتعاقبة تعلم تماماً أن الذي اكتوى بنار العقوبات في لبنان وسوريا والعراق واليمن وغزة وسائر فلسطين وفي كل مكان، هم الشعوب وليس الحكومات، وان سوريا، كغيرها، لا تُعاقب بسبب الاخطاء والخطايا التي مورست على يد اجهزة مخابرات او ضباط سوريين، كما يزعمون، بل لانها تدعم المقاومة وترفض الخضوع للسياسة الاميركية التي تريد ان تجعل جميع الامم في خدمة الصهيونية ومشاريعها الهدامة، ان اعتراض الاغبياء او العملاء على زيارة الوفد اللبناني للرئيس السوري يدل على غباء بالغ وعلى نقص في الفهم السياسي والانتماء الى الانسانية بمفاهيمها العالمية المتفق عليها..
نتمنى ان تساهم هذه الكارثة بايقاظ البعض من سباتهم وانحرافهم السياسي ودفعهم الى فهم الامور كما هي، لا كما يريد الاميركي والصهيوني.
رابط فيديو: خطبة الجمعة: 10-2-2023: https://youtu.be/-_Bc6MY21vY