بسم الله الرحمن الرحيم
موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:
بتاريخ 27 جمادى الآخرة 1444هـ الموافق له 20 كانون الثاني 2023م
الكبرياء 2
نتم ما بدأناه: الكبرياء يحول بين المتكبر و الايمان والمكرمات كلها، والتكبر يكون لاسباب ، قد يكون للتميز بالخِلقة او بالقوم او بصفات معينة، ونموذج ذلك هو ابليس الذي قال: انا خير منه، خلقتني من نار وخلقته من طين ، فأعتبر ان اصله (من نار) يحعله افضل من الذي خلق من طين (آدم عليه السلام)، وهذا يشبه الذي يتكبر بانتمائه لقوم او لجهة او لحزب، هذه هي العصبية، وقد يكون التكبر بالمال، ونموذج ذلك (قارون) الذي تفاخر بماله وبموكبه وبقصره ، فخسف الله به الارض، “قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِي ۚ أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا ۚ وَلَا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ” (القصص – 78)، او يتكبر بسلطته كفرعون بقوله “وَنَادَىٰ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي ۖ أَفَلَا تُبْصِرُونَ” (الزخرف – 51).
ثلاث كلمات تلخص نفسية التكبر (انا، عندي، لي) ، على الانسان ان يبتعد عنها، وهذه كلمات تنبيء عن نفسية صاحبها، كما ان السبب الآخر الذي يصد عن الايمان هو الحرص على العشيرة والاصحاب والمجتمع الذي ينتمي اليه الانسان، ونموذج ذلك عتبة بن ربيعة الذي قال في القرآن كلاما لم يقله آخر: إني سمعت قولًا والله ما سمعت مثله قط! والله ما هو بالشعر ولا بالسحر، ولا بالكهانة، يا معشر قريش، أطيعوني واجعلوها بي، وخلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه فاعتزلوه، فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت منه نبأ عظيم، فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم، وإن يظهر على العرب فملكُهُ مُلككم، وعزٌّهُ عزٌّكم، وكنتم أسعدَ الناس به، واوشك ان يعلن اسلامه الا انه تراجع عن ذلك عندما هدده قومه بمقاطعته، ومثل ذلك عقبة بن أبي معيط الذي خلد القرآن قصته في سورة الفرقان: (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظّاَلِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً يا وَيْلَتَا ليتني لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَناً خَلِيلاً* لَّقَدْ أضلني عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءني وَكَانَ الشَّيْطانُ للإنسان خَذُولاً) (27ـ29).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إن أهم ما قاله سماحة السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير: أن الذين ساروا في ركب التطبيع والاستسلام، لم يؤمنوا لدولهم وقومهم وضعا أفضل، ماذا عن وضع الأردن؟ ماذا عن وضع مصر الاقتصادي التي يتحدث عنها خبراء الاقتصاد، فيقولون أوشكت أن تصل إلى مرحلة الإفلاس مما يذكرنا بالعام 1869، عام تدشين قناة السويس حيث وضع الخديوي اسماعيل مصر تحت ديون باهظة، فكانت سببا في الاستعمار، وماذا عن السلطة الفلسطينية التي تُعاقب بسبب شكواها لمحكمة العدل الدولية، ولم تحصل على شيء.
ماذا عن وضع المطبعين جميعا الذين اُلزموا، مثلا، ان يدّرسوا المحرقة اليهودية، الهولوكوست، للاطفال، وان يصلوا صلاة يهودية حتى ترضى عنهم اسرائيل ولم تفعل.
لقد فُضح هؤلاء جميعا في كأس العالم، حيث تبين ان الشعوب ترفض الاستسلام والذل والذي سار به هؤلاء جميعا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ان الذين يقولون اننا لا نريد رئيساً من “الممانعة”، لان هذا يؤكد استمرار وضعنا المأزوم، انما يحاربون بسيف العقوبات الاميركية، فأين حديثهم عن السيادة والاستقلال، يعني انهم بكلامهم يؤكدون ان وضعنا ناتج عن العقوبات الاميركية وليس فقط عن الفساد… يكذبون على الناس وعلى انفسهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ماهر يونس:
شعلة جديدة تنير طريقنا الى التحرير، ماهر يونس، بعد ابن عمه كريم، يخرج بعد اربعين عاما من الاسر بمعنويات عالية وتصميم ورؤية واضحة للاحتلال، هذا شعب لا يهزم، لقد اثبتت التجارب ان شعبنا لا يهزم وان القول بقوة اسرائيل اكذوبة نتجت عن ضعفنا وتفرقنا وعمالة الملوك والحكومات، وليست قوة حقيقة، انها اوهن من بيت العنكبوت.
ان كيانا يخشى من رفع العلم الفلسطيني، ويخشى من احتفالات الاستقبال للاسير، كيان ضعيف هش يشعر من الداخل بضعفه، فلماذا الخوف من الضعيف الرعديد؟.
خلال سبعة عشر يوما، سقط 17 شهيد، وهذا لم يزد شعبنا في الداخل الا قوة وعزما، فلا نامت اعين الجبناء.
رابط فيديو: خطبة الجمعة: 20-1-2023 : https://youtu.be/WSx0ccSOSdo