الكبرياء

   بسم الله الرحمن الرحيم

موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:

بتاريخ 20 جمادى الآخرة 1444هـ الموافق له 13 كانون الثاني 2023م

الكبرياء

ذم الله الكبرياء واكد انه السبب الرئيسي الذي يمنع الايمان، الكبرياء ينقسم الى قسمين: الاول: انكار الحق بعد معرفته، والثاني: الاستخفاف ببعض الناس بسبب قلة مالهم او موقعهم الاجتماعي، والامثلة لا تحصى من القرآن الكريم والسيرة النبوية ومن حياتنا اليومية.

نتمنى ان يتحلى السياسيون بشكل رئيسي بصفة التواضع وان يعترف فلان وفلان بأخطائهم، يقف فلان او فلان مواقف مدمرة تعود بالوبال على شعوبهم ولا يكلف احدهم نفسه بان يقول لجمهوره، اخطأت في هذه او في تلك، بل بالعكس يبذل كل جهده ليحول الباطل الى حق بتزوير الحقائق وتبديل الوقائع حتى لا يضطر للاعتراف بأنه اخطأ.

من هذا، على سبيل المثال، اصرار البعض في لبنان على اعتبار الوجود السوري احتلال وان مواجهتهم حسب تعابيرهم هو مقاومة، ويتجرأون بان يشبهوا “مقاومتهم” بمقاومة الاحتلال الاسلرائيلي، ويغفلون في هذا الصدد الفارق الكبير بين الاحتلال الاسرائيلي الغاشم واخطاره الكبيرة على جميع اللبنانيين، وبين الوجود السوري الذي بدأ اصلا بطلب من القيادة المسيحية في ذلك الوقت، نعم ارتكب اخطاء فادحة، ومارس البعض باسمه ما لا يغتفر من الخطايا، ولكن في النهاية حافظ الوجود السوري على وحدة لبنان والمؤسسات وحاول ان يتلافى الثغرات في القوانين اللبنانية، فلم يحصل في ايامه فراغ رئاسي ولم يتعطل تشكيل الحكومة اشهرا او غير ذلك، مما برز بشكل واضح عندما مارس اللبنانيين انفسهم زمام الامور، مع وصاية غربية بعيدة او قريبة، ان من افدح اخطاء السياسيين في لبنان هذا المثل ، وان كانت الامثال كثيرة.

وايضا رغم ان المؤامرة الكونية على سوريا ظهرت بشكل واضح في المواقف السياسية، كما في الفضائح، كما في النتائج، واصبح الامر اوضح من واضح، لا يزال فريق او افرقاء يتحدثون عن ثورة الشعب السوري، ولا يكلف احدهم خاطره في ان يعترف بالخطأ الكبير او الخطايا التي ارتكبوها بحق الشعب السوري، ومكنوا بطريقة او بأخرى الدواعش وامثالهم من رقاب الناس وبيوتهم وممتلكاتهم زهاء عشر سنوات. والانكى ذلك الموقف الدولي الذي يمنع اعادة اعمار سوريا ويتبنى قانون قيصر الذي يستهدف الشعب السوري مباشرة.

ان من اهم صفات الفئة التي سيستبدل الله بها جيل الهزائم والفضائح هي التواضع للمؤمنين، وذلك واضح في قوله تعالى: ” أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54)” (المائدة).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ويا ليت قيادة السلطة الفلسطينية تعلن فشلها في خياراتها السياسية ، حيث وصلت الامور الى اسوأ المستويات عندما “عاقبت” السلطات الاسرائيلية السلطة الفلسطينية بحسم ملايين الدولارات من حصتها من الدول المانحة ، لان السلطة لجأت الى محكمة العدل الدولية للاستحصال على حكم قضائي ضد مخالفات الاحتلال الاسرائيلي، لم تلجأ السلطة الى توزيع السلاح مثلا او الى موقف صارخ ضد الصهاينة.

على كل حال ان وجود حكومة بهذه الصفات المتطرفة افضل للقضية، لانها تكشف حقيقة الكيان ولا تلبس اقنعة مزيفة.

رابط فيديو: خطبة الجمعة: 13-1-2023: https://youtu.be/69nw0uG2mfA