بسم الله الرحمن الرحيم
موقف سياسي أسبوعي: خطبة الجمعة:
بتاريخ 6 جمادى الآخرة 1444هـ الموافق له 30 كانون الاول 2022م
رأس السنة
يترافق بداية العام الشمسي عادة، مع عادات وطقوس اكثرها، قد استقدم من عادات وطقوس وثنية مارستها الامم السابقة، وينبغي على العقلاء ان يقلعوا عن هذه العادات السيئة، فان حظ الانسان ومستقبله ليس مرتبطا بليلة ما، ولا يمكن لاحد ان يتنبأ بالمستقبل كما يزعم المتنبئون عند رأس السنة ويستمع الناس اليهم باهتمام بالغ احيانا.
لقد جعل الله تعالى الغيب مرتبطا به وحده، قال تعالى مخاطبا سيد الانام محمد عليه الصلاة والسلام: “قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۚ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ۚ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (188)” (الاعراف).
فكيف يعلم الغيب غير الانبياء، ان كان النبي لا يعلم الغيب، الا بالقدر الذي يعلمه الله اياه، ولكن الانسان ضعيف امام الغيب، يصدق الترهات والاوهام، وهذا لا ينبغي لاهل الايمان الذين يعلمون ان القدر بيد الله.
وان الذين يدعون معرفة الغيب، او بعض الغيب، انما هم دجالون يرتزقون من بساطة الناس وضعفهم امام الغيب، لكن الانسان المؤمن الذي وقر الايمان في قلبه ورسخ اليقين في نفسه، ينبغي ان يكون قويا امام الغيب مسلّما امره لله، ساعيا الى الخير، لا ينتظر من بشر مثله ان يخبره عما وراء استار الغيب.
ورغم ان التجربة اثبتت ان هؤلاء يخطؤون ولا يصيبون، وان نسبة ما يصح من توقعاتهم لا يتجاوز الواحد بالمئة، ورغم ذلك يبقى بعض الناس متعلقين بهذه الاوهام.
وفي هذا السياق ينبغي ان نذكر ان حجم الفواحش الذي كان يترافق مع رأس السنة اصبح اقل بكثير مما كان عليه قبل ستين او خمسين عاما، خاصة لجهة لعب الميسر، الا اننا نطمح الى ان تزول كل الممارسات السيئة وكل الاكاذيب التي تترافق مع هذه المناسبة.
وان اهم ما يعظ الانسان نفسه بعد مرور عام من حياته، ان يكون على يقين ان العمر كله يمر، ويمر بسرعة، ولا يبقى للانسان الا عمله الذي يُحاسب عليه، ان خيرا بخير وان شرا بشر، وان كل شيء قد احصاه الله تعالى علينا، وسنجد كل التفاصيل عن حياتنا واعمالنا مكتوبة بالتفاصيل ، فعسى ان ننتبه لسجلات اعمالنا.
رابط فيديو: خطبة الجمعة: 30-12-2022: https://youtu.be/VaHIoGnn_VM